عمان - أ ف ب - حذر العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني خلال لقائه وفداً من مجموعة «الحكماء» من ان «المنطقة والعالم سيدفعان ثمن فشل احراز تقدم في مفاوضات السلام» بين الفلسطينيين والاسرائيليين، «ما يستدعي تكاتف كل الجهود من أجل الوصول الى حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على التراب الوطني الفلسطيني، والتي تعيش بأمن إلى جانب إسرائيل، وفي اطار اقليمي يضمن تحقيق السلام الشامل وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية». وأكد الملك في بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني «ضرورة العمل من أجل إيجاد البيئة الكفيلة باستئناف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية المباشرة لمعالجة كل قضايا الوضع النهائي بهدف التوصل الى حل للصراع، ما يستوجب وقف الاجراءات الأحادية الإسرائيلية التي تحول دون ذلك، وخصوصاً بناء المستوطنات». واوضح ان «الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي هو أساس الصراع في المنطقة، وأن حله يشكل شرط تحقيق الأمن والاستقرار فيها». وكان عضو المجموعة، الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر قال في حديث مع «الحياة» في دمشق اول من امس انه «لا مفر من اعادة اسرائيل الجولان السوري الى خط 4 حزيران (يونيو) 1967»، مشيراً الى ان القيادة السورية «صبورة، لكنها مصممة» على استعادة الجولان. من جهة اخرى، قال كارتر انه لاحظ «تغيراً» خلال لقائه رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل مفاده ان الحركة «لن تقف عقبة في طريق تطبيق مبادرة السلام العربية». وكان كارتر يتحدث في اختتام زيارته دمشق مساء اول من امس بعدما اجرى، ضمن وفد مجموعة «الحكماء» برئاسة الرئيسة السابقة لإرلندا ماري روبنسون، محادثات مع الرئيس بشار الاسد الذي شرح للوفد «الرؤية السورية لحل مشاكل المنطقة»، وأكد أن «السلام العادل والشامل وحده يحقق الأمن والاستقرار»، مشدداً على أن «الحكومة الإسرائيلية الحالية غير راغبة وغير قادرة على تحقيق السلام»، كما حذر من «الآثار الخطيرة للقانون العنصري الذي يسمى قانون المواطنة». وأوضح الرئيس الاميركي رداً على سؤال: «أعرف القيادة السورية لأكثر من ثلاثين سنة. أعتقد انه هناك شيئاً واضحاً إزاء موقف السوريين، وهو انهم صبورون وليست لديهم رغبة في الدخول في مفاوضات غير مجدية عندما لا تكون هناك آمال جدية لتحقيق نجاح. القيادة السورية صبورة، لكن مصممة على استعادة الجولان. وأعتقد أن الجولان سيعود الى سورية حتى حدود عام 1967»، مشيراً الى انه لم ير «اشارة جديدة الى استعداد اسرائيل لاستئناف المفاوضات. و (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو غير مستعد لذلك». كما التقى كارتر في دمشق مشعل بعد لقائه رئيس الحكومة المقالة في غزة اسماعيل هنية ومسؤولين مصريين في القاهرة أخيراً. وأوضح الرئيس الأميركي السابق انه في ضوء محادثاته الأخيرة يرى ان «القضية الأساسية» التي تقف عقبة أمام إنجاز المصالحة هي موضوع القوات الأمنية المشتركة، موضحاً أن: «في الضفة الغربية، قوات أمن دُربت من اميركا والاردن ودُعمت من اسرائيل وتحت سيطرة السلطة الفلسطينية. وفي غزة، قوات امن تحت سيطرة حماس. كيف يمكن دمج القوات وفق اسس مشتركة؟ هذه اكبر عقبة الآن». واشارت الى ان مشعل ابلغه «خيبة الامل» بسبب قرار حركة «فتح» الاعتذار عن عدم استئناف جلسات الحوار الفلسطيني في دمشق وفق ما كان مقرراً. ونقل عن مشعل قوله: «هذا تكتيك بسبب قوى خارجية لا تريد المصالحة الفلسطينية. وحماس جاهزة لاستئناف المفاوضات في موعد يجرى الاتفاق عليه». غير أن كارتر أشار الى «خبر سار» سمعه من قيادة «حماس» خلال لقائهما اول من امس، مفاده ان الحركة «لن تقف عقبة في طريق تنفيذ مبادرة السلام العربية». وزاد: «اقترحت على مشعل ان يعلن رسمياً ان حماس تقبل المبادرة العربية للسلام، لكنه (مشعل) قال ان للحركة بعض التحفظات تتعلق بحق العودة وحقوق اللاجئين»، موضحاً ان «التغيير» الذي لاحظه بين اللقاء الاول بينهما بداية عام 2008 ولقائهما الأخير أن «حماس» «لن تقف عقبة في طريق تطبيق مبادرة السلام العربية التي تتضمن دولة فلسطينية بحدود 1967». وأوضح مسؤول في «حماس» ل «الحياة» امس ان اسرائيل هي المسؤولة عن افشال المبادرة العربية، وانه في حال نجح العرب في تطبيقها والحصول على الحقوق العربية، فإن الحركة لن تقف عقبة امام ذلك. وعن اقتراح ذهاب الفلسطينيين الى مجلس الامن لطلب الاعتراف بدولة فلسطينية، قال كارتر إن الدول العربية ترى ان هذه الفكرة غير مثمرة لأنها ستواجه ب «فيتو» اميركي في مجلس الامن. غير انه اوضح: «اذا دعمت الجامعة العربية اقتراح الذهاب الى مجلس الامن لطلب الاعتراف بدولة فلسطينية بحدود 1967، حتى لو قوبل بالفيتو. فإن ذلك سيكون له اثر عظيم لدى الرأي العام الدولي وسيُقابل بالتعاطف للاعتراف بدولة فلسطينية وفق قرارات مجلس الامن والمجتمع الدولي. كما ان هذا سيشجع دولاً اخرى للاعتراف بهذه الدولة بدعم من الرأي العام».