لم يتوقع الاسكتلندي اليكس فيرغسون أن يأتي اليوم الذي يسمع خلاله جملة لست مهتماً بالبقاء مع فريقك كما فعل معه «الفتى الذهبي» واين روني غير المهتم بالبقاء في صفوف النادي الإنكليزي العريق. اعتاد «السير» على التخلي عن نجومه مهما كبر حجمهم على قارعة الطريق، واسألوا دايفيد بيكهام وروي كين وياب ستام وبول اينس، لكنه لم يختبر أن يرفع أي لاعب مهما علا شأنه الصوت في وجهه. لقد كسر روني هيبة مديره الفني وبدأت وسائل الإعلام تتحدث عن انهيار إمبراطورية فيرغسون التي بناها قبل 24 عاماً في قلعة «اولد ترافورد». الخبير العجوز طلب من لاعبه الثائر إظهار الاحترام للنادي على الأقل وألا يظهر وكأنه غير مبالٍ لفريقه. فيرغسون أكد أن راتب 150 ألف جنيه استرليني في الأسبوع كافٍ لتأكيد رغبة النادي في الإبقاء على اللاعب، وأشار في الوقت نفسه إلى أن العلاقة بينه وبين روني ليست السبب في طلب الأخير الرحيل. ويكشف فيرغسون أنه مصدوم من شجاعة روني في التقليل من شأن واحترام النادي. على كل حال روني قد يرحل في كانون الثاني (يناير) المقبل ووجهته قد تكون ريال مدريد ليتحد من جديد مع زميله السابق البرتغالي كريستيانو رونالدو، وفي ظل رغبة جامحة من البرتغالي خوسيه مورينيو في ضمه. السؤال الذي يخيم على قلعة «الشياطين الحمر» من هو البديل المحتمل القادر على سد فراغ رحيل روني وفي ظل عدم قدرة ملاك النادي «أل غلايزرز» على تأمين الأموال اللازمة لضخها في موازنة فيرغسون. فجأة طرح اسم مهاجم فريق ليفربول المتخبط فرناندو توريس كواحد من أميز المهاجمين على مستوى العالم وفي ظل حاله النفسية والبدنية والفنية مع «الحمر»، مع العلم أن فيرغسون كان من أشد المعجبين بالمهاجم قبل أن يوقّع معه رافائيل بينيتيز في عام 2007. الضجة وقعت منذ الاتصال الهاتفي الذي أجري يوم 14 بين وكيل أعمال واين روني، بول سترتفورد والمدير التنفيذي للفريق الإنكليزي دايفيد جيل وأبلغ خلاله سترتفورد أن روني ليس مهتماً بتمديد عقده، في هذا الوقت بدأ فيرغسون يفكر بالبديل والمتوقع أن يكون توريس (26 عاماً)، لكن تعليقات فيرغسون التي اتهم فيها الإسباني بالغش بعد لقاء الفريقين بالدوري الذي انتهى (3-2) لمصلحة يونايتد قد تعوق الصفقة في النهاية. مدرب مانشستر سيتي روبرتو مانشيني هل سيكسر راتب العاجي يايا توريه في حال ضم روني إلى الغريم التقليدي في المدينة؟ وفي ظل تقارير تشير الى أن هناك علاقة عمل بين وكيل أعمال روني وإدارة مانشستر سيتي. وكما هو معروف أن يايا توريه شقيق حبيب كولو توريه وكليهما يدافع عن ألوان «السيتيزنز» يحصل على راتب أسبوعي 221 ألف جنيه استرليني. وعلى رغم أن الغيوم ملبدة الآن في العلاقة بين فيرغسون وروني إلا أن المدرب العجوز قال بصراحة: «الباب سيبقى مفتوحاً أمام واين روني، وبالنسبة إلى إمكان رحيله فليس أمامنا أي عقد على الطاولة، لكن بالنسبة إلينا في أية لحظة هناك عرض وإمكان مناقشته لإبقائه». مانشستر يونايتد كان ينتظر قرار روني بعد نهاية كأس العالم لتمديد عقده ورفع راتبه الأسبوعي الى 150 ألف جنيه، لكن ما حصل أخيراً أن دايفيد جيل تلقى اتصالاً من وكيل أعمال روني يعلمه بعدم رغبة روني بالتمديد. ويصف المدرب ما حصل بشكل دقيق «بعدما أغلق دايفيد جيل التليفون حضر بسرعة إليّ قائلاً لا أصدق ما يحصل، وأشعر أنه استغباني فقبل شهر كان واضحاً ويريد التمديد مع أكبر ناد على مستوى العالم ويريد إنهاء مسيرته هنا، لكن لا نعرف ماذ غيّر رأي الولد». مهما يقل فإن المشكلة بدأت مع الفضيحة الجنسية لروني ثم ما قيل حول إصابته، إذ غيبه فيرغسون عن المباريات بسبب الإصابة على حد قوله في حين كشف روني أنه ليس مصاباً، وحول هذا الموضوع يقول فيرغسون: «نعم لقد كان مصاباً ولا يزال يحمل آثار هذه الإصابة، وأشعر بخيبة أمل لخروجه ليقول إنه غير مصاب، أنا لم أشركه لأني أريد حمايته حتى لا تتفاقم إصابته ويعود بلياقة عالية، لكن لماذا فعل العكس؟ أنا لا أملك أدنى فكرة».