بدأت وزارة التعليم في التشديد على آليات تدريس اللغة العربية في المراحل الدراسية المختلفة، والإسراع في إنشاء مركز متخصص يسهم في زيادة الاهتمام بها. وجاء تحرك الوزارة في ظل ما أظهرته نتائج إحدى الدراسات التي كشفت عن تدني مستوى اللغة العربية عند طلبة المدارس للجنسين، وذلك من حيث تحصيل الطلبة وكتاباتهم وركاكة الأسلوب التعبيري. وحددت وزارة التعليم أهداف إنشاء المركز الوطني لتطوير تعليم اللغة العربية وتعلمها في رفع القدرات اللغوية لطلبة التعليم العام والجامعي، وزيادة مهارات اللغة العربية في مجالات التحدث، والكتابة، والقراءة، والاستماع، إضافة إلى تقديم العمل التخصصي في كل ما يدعم تعليم اللغة العربية وتعلمها ويعزز الاتجاه نحوها، وتقديم الخدمات الاستشارية وإعداد الدراسات والمساهمة في تصميم وتطوير المناهج والبرامج التعليمية والتدريبية وتنفيذها، وبناء برامج العمل التي تعزز الممارسة في المدارس والجامعات. وتتمثل آليات التنفيذ في البحوث العلمية، والبرامج والأنشطة الطلابية، والدراسات التقويمية، والاختبارات التحصيلية، والتطبيقات الحاسوبية، والتدريب، والأفلام التعليمية، وورش العمل وجلسات النقاش والحوار، إضافة إلى تصميم وإنتاج التقنيات المتخصصة الداعمة لتعليم اللغة العربية. فيما تشمل المسارات ذات الأولوية للعمل في المركز تطوير معايير ومناهج اللغة العربية، وطرائق تعليمها وتعلمها، وتدريب المعلمين والمعلمات، وتصميم برامج لدعم تعليمها وتعلمها. وتهدف الدراسة التي اعتمدت عليها وزارة التعليم، والتي أجرتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على 8 آلاف طالب وطالبة من الصف السادس ابتدائي، إلى قياس إتقان الطلبة للكفايات الأساسية في التربية الإسلامية واللغة العربية والعلوم والرياضيات، إذ اعتمدت الدراسة مستويين من إتقان الكفايات، يتضمن المستوى الأول إتقان 50 في المئة من الكفاية (مستوى النجاح في المدارس) والمستوى الثاني 80 في المئة من الكفاية (مستوى الإتقان العالمي). وبحسب الدراسة، فإن نسب الطلبة الذين حققوا مستوى النجاح في كفاية الإعراب بالحركات والحروف تراوح بين 47.5 و80.4 في المئة، فيما تراوحت نسبة الطلبة الذين وصلوا لحد الإتقان في 7 كفايات بين 40.2 و25.5 في المئة، في حين ارتفعت لتصل إلى 36.8 في المئة، و41.8 في المئة، و42 في المئة، و46.7 في المئة، في كفايات أخرى تشمل (كتابة الكلمات، وكتابة التاء، وكتابة الهمزة، واستنباط الأفكار) وغيرها. وبينت الدراسة أن الذين اتقنوا كفايتي الإعراب بالحركات والحروف وتطبيق قواعد اللغة العربية لم يتجاوزوا نسبة 6.2 في المئة، فيما لوحظ في إجابات التعبير «ركاكة الأسلوب، والاختصار الشديد، وضعف الربط بين العناصر، وكثرة الأخطاء الإملائية، وكثرة الأخطاء النحوية، وضعف الاهتمام بعلامات الترقيم، مع استخدام الأسلوب العامي، والخروج عن الفكرة والمطلوب». في حين تضمنت الملاحظات على إجابات الطلبة في مادة الخط عدم التفريق بين خطي النسخ والرقعة، والخطأ في النقل.