أدخلت القطط إلى قبرص قبل قرون عدة على يد القديسة هيلانة والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين، للتخلص من الأفاعي وفق المعتقد السائد، لكن الجزيرة المتوسطية تواجه حالياً صعوبة في السيطرة على الأعداد المتزايدة لهذه الحيوانات. وبعد وقف برنامج حكومي لتعقيم القطط قبل خمسة أعوام في إطار سياسات التقشف، يحاول متطوعون في سائر أنحاء الجزيرة إطعام المئات من هذه الحيوانات، وأحياناً بمواردهم الخاصة. وفي متنزه "تالا موناستري كات بارك" في منطقة بافوس، يؤكد متطوعون بريطانيون أنهم ينفقون ما يقارب من 2100 يورو شهرياً بفضل التبرعات لإطعام القطط. وبلغ الملجأ طاقته الاستيعابية القصوى في الخريف، بحسب مؤسسته "داون فوت." وأوضح رئيس جمعية معنية بحماية القطط، دينوس ايوماميتيس، أن البلد الصغير الذي يقرب عدد سكانه من مليون نسمة، تنتشر فيه مئات آلاف القطط في قبرص، في حين تضع القطة ما يصل إلى ثمانية هررة سنوياً، في الوقت الذي يؤكد طبيب بيطري بضرورة القيام بحملة تعقيم للحد من تكاثرها. وأضاف ايوماميتيس أنه "خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، لم يتم فعل شيء. تخيلوا عدد الهررة الصغيرة التي ولدت آنذاك." ومنذ وقف هذا البرنامج، تتركز الأموال الممنوحة للهيئات العامة للخدمات البيطرية على المشكلات التي تنعكس على اقتصاد البلاد، بدرجة أكبر مثل الأمراض التي تصيب المواشي، بحسب رئيس هذه الهيئات خريستودولوس بيبيس. ولمساعدة القبارصة الذين تضرروا نتيجة الأزمة المالية التي ضربت الجزيرة على التحكم بولادات القطط، تقدم الجمعية التي يديرها ايوماميتيس حسومات على عمليات التعقيم لدى أطباء بيطريين شركاء مع الجمعية. وفي وسط نيقوسيا، تهيم قطط كثيرة في الشوارع وقرب المطاعم، ما يدفع السياح إلى طردها أحياناً لدى اقترابها كثيراً من الأطباق التي يتناولونها. وكشفت حفريات أثرية في قرى عائدة إلى العصر الحجري الحديث، وجود بقايا لقطط، كما أثبتت أن استخدام البشر لها كحيوانات منزلية يعود إلى آلاف السنوات قبل الميلاد. وفي العام 2013، تم اكتشاف أقدم بقايا قطط في قرية كليموناس قرب مدينة ليماسول في جنوب الجزيرة، وهي تعود إلى مرحلة تراوح بين تسعة آلاف عام و8600 سنة قبل الميلاد، وفق فين. وفي غياب أي إمكانية لإطلاق حملة تعقيم جديدة في المدى المنظور، قرر قبارصة كثيرون على غرار ايوماميتيس الاهتمام بهذه الحيوانات التي تسجل اعدادها تنامياً سريعاً. ويؤكد ايوماميتيس أنه وزوجته يطعمان ما يصل إلى 150 قطاً في صباح كل يوم قبل التوجه للعمل، مشيراً إلى أن الثنائي ينفق ما بين 600 و700 يورو شهرياً على إطعام الهررة.