كشفت أدلة جديدة توصل إليها الخبراء أن السبب الرئيس لغرق سفينة تايتانك الشهيرة، قد يكون بسبب اندلاع حريق كبير داخلها، وليس فقط لاصطدامها بجبل جليد في رحلتها التي انطلقت من ساوثامبتون إلى نيويورك في نيسان (أبريل) 1912. ونقل موقع صحيفة «ذا إندبندنت» عن الفيلم الوثائقي الذي عمل عليه الصحافي سنان مالوني الذي أمضى أكثر من 30 عاماً من البحث في رحلة تايتنك، قوله إن حريقاً ضخماً جداً اندلع في هيكل السفينة واستمر لمدة ثلاثة أسابيع، مؤدياً إلى إضعاف هيكلها، الأمر الذي سهل على جبل الجليد اختراقها لتغرق. وكان الخبراء وضعوا احتمال حدوث الحريق سابقاً بمثابة سبب فرعي لغرق السفينة، إلا أن اطلاع الصحافي مالوني على بعض الصور الفوتوغرافية للسفينة، والتي التقطها المهندس الكهربائي المشرف عليها قبل أن تغادر المرسى وتتجه في رحلتها، جعله يرجح أن يكون الحريق هو السبب الرئيس وراء غرق السفينة. وقال مالوني أن الصور بينت وجود علامات سوداء امتدت على عمق 30 قدماً على طول الجانب الأيمن من هيكل السفينة في المكان ذاته الذي اخترقها منه الجبل الجليدي الذي ارتطمت فيه. وعمل أكثر من 12 رجل على إخماد الحريق إلا أنه كان ضخماً جداً ولم يستطيعوا السيطرة عليه إلى أن وصلت درجة حرارته إلى الألف درجة سيليزية. وأشار الفيلم الوثائقي إلى أن الضباط المتواجدين على متن السفينة تلقوا تعليمات من رئيس الشركة التي بنت السفينة جي بروس أيزمي بإخفاء الحريق عن ال 2500 راكب على متن السفينة، والذين راح أكثر 1500 شخص منهم ضحية هذه الكارثة. وأشار الصحافي في فيلمه الوثائقي الذي يحمل عنوان «تايتنك: الدليل الجديد» والذي بث في ليلة رأس السنة، إلى أن السفينة قد تكون عادت إلى مرساها في ساوثمبتون لمنع الركاب من رؤية الأضرار التي خلفها الحريق في هيكل السفينة. وكان الباحث راي بوسطن والذي أمضى أكثر من 20 عاماً من البحث في رحلة التايتانك أشار في العام 2008 إلى أنه يظن بأن حريق كبير في غرف الفحم الموجود في الطوابق السفلى في السفينة اندلعت خلال تجارب الإبحار قبل 10 أيام من مغادرة السفينة للمرسى. ووصفت التحقيقات في الكارثة التي قدمت إلى البرلمان في العام 1912، أن السفينة كانت تسير بسرعة عالية جداً في مياه جليدية خطرة الأمر الذي قلل من فرص تفادي ارتطام مميت.