دعا مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي في مدينة قم أمس، الى «مزيد من الوحدة والتضامن» بين الشعب والمسؤولين، من أجل «إفشال خطط الأعداء»، معتبراً أن «الفتنة» التي أعقبت الانتخابات الرئاسية عام 2009 كانت «بمثابة مناعة سياسية» للبلاد. وشاركت حشود ضخمة في استقبال خامئني الذي يزور قم للمرة الأولى منذ 10 سنوات، بحضور عدد من مراجع الدين والعلماء وشخصيات الحوزة الدينية، وممثلين عن مراجع لم يستطيعوا المشاركة. كما عطّلت المدارس والجامعات والحوزات الدينية. وتستمر زيارة خامنئي 10 أيام، يلتقي خلالها شخصيات دينية وسياسية، واللجان المشرفة على المدارس الدينية، لدرس سبل تطويرها. وأشار خامنئي الى مشاركة 40 مليون إيراني في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، معتبراً انها كانت بمثابة «استفتاء عام جاءت نتيجته لمصلحة النظام الإسلامي». وقال: «الأعداء فشلوا في إحداث فتنة بعد الانتخابات». واعتبر انها كانت «بمثابة وقاية سياسية للبلاد». وأكد أمام الحشود التي استقبلته أن «الدين والشعب هما النقطتان الرئيستان للجمهورية الإسلامية»، مشيراً الى أن «العدو استهدف إسلامية الثورة وقيمها الدينية». وشدد خامنئي على أن «الشعب الإيراني أفشل ببصيرته خطط الأعداء ومؤامراتهم، للفصل بينه وبين النظام الإسلامي، معتبراً أن «تشديد العقوبات على إيران يستهدف التأثير سلباً على الشعب وإيجاد فجوة في الداخل، لكنها لن تؤثر على حياته وتقدمه في كلّ المجالات». ورأى أن من صفات الثورة الدينية «عدم الاستسلام أمام العقوبات والضغوط التي يمارسها الاستكبار»، مؤكداً أن «هذه الثورة التي تستلهم قوتها من الدين، لن تتراجع أمام الضغوط». ودعا الى «مزيد من الوحدة والتضامن بين الشعب والمسؤولين، من اجل إفشال خطط الأعداء، والابتعاد عن أي خلاف وتفرقة يمزّق وحدة الصف في الداخل». كما حضّ الحكومة على حلّ مشاكل المواطنين، بما في ذلك البطالة والبيروقراطية في الدوائر الحكومية والبلديات وأجهزة الشرطة، مشيداً في الوقت ذاته ب «الجهود الكبيرة التي أجرتها الحكومة في هذا الشأن». وشدّد خامنئي على ان «الاعداء يعرفون ان هذه الثورة لو لم تكن دينية، لما كانت قادرة على المقاومة، لأن الدين يمنع أتباعه من الاستسلام امام الظلم ويشجعهم على مواجهة الظالم». وأشاد بدور أهالي قم في «انتفاضة» 5 حزيران (يونيو) 1963 بقيادة الإمام الخميني، معتبراً انهم «كانوا في طليعة النهضة الاسلامية التي اطاحت بالنظام الملكي الجائر، وتحولت المدينة الى منطلق للثورة الاسلامية الكبرى». وقال ان «أهالي قم يتصفون بالاخلاص والصدق والمحبة والبصيرة، ولولا يقظتهم لما أحبطت مؤامرات الاعداء الخطرة لهذه المدينة المهمة». كما أشاد بمراجع الدين في حوزة قم، «منذ زمن المرحوم آية الله حائري وحتى الآن، اذ حوّلوا الحوزة الى مصدر للبركات ومظهر للجهاد». على صعيد آخر، أفاد موقع «كلمة» التابع لزعيم المعارضة مير حسين موسوي، بأن السلطات حظّرت دخول الموقع الالكتروني الرسمي للرئيس السابق محمد خاتمي.