اكد رئيس «مركز تنمية الصادرات» السعودية رئيس مجلس إدارة مجموعة الزامل الصناعية عبدالرحمن الزامل، أن أبرز الأسباب التي حجّمت الاستثمارات البريطانية المباشرة في الخليج «عدم ثقة رجال الأعمال البريطانيين في مقدرة أسواقها على أن تكون قاعدة صناعية صلبة في بداياتها لكن الأيام أثبتت عكس ذلك، إضافة الى عدم امتلاكهم التقنية المنافسة التي تقبل بها الأسواق الخليجية». وقال الزامل في تصريح إلى «الحياة»: «البريطانيون يمتازون ببراعتهم في مجال الاستثمارات المالية، الا أنهم يركزون على جذب الاستثمارات إلى لندن بدلاً من ان يذهبوا هم للاستثمار في الدول الخليجية». وكان الزامل قال في محاضرة ألقاها في اليوم الأول من أيام مجلس التعاون الخليجي في لندن الذي يقام تحت عنوان «نحو شراكة خليجية - أوروبية فاعلة»: «السعودية تتبوأ الاستثمارات الخليجية في لندن، اذ يبلغ حجم استثماراتها 60 بليون جنيه استرليني (94.6 بليون دولار) يتركز معظمها على الأسواق المالية، بينما تبلغ استثمارات الدول الخليجية الأخرى مجتمعة نحو 72 بليون جنيه (113.54 بليون دولار) ويتركز معظمها على العقار والأسواق المالية»، معتبراً أن «هذا الأمر دليل على براعة البريطانيين في استقطاب الأموال باتجاه بلدهم». لكن لم ينف أن «لهم دوراً جيداً في تطوير النشاط المالي في الخليج من خلال شراكتهم في الكثير من البنوك وشركات التأمين الخليجية، كما ان قطاع التجارة البريطاني بدأ يتمدد أخيراً إلى الخليج وافتتحت محال تجارية في العواصم الخليجية». وأوضح أن «الاستثمارات البريطانية في السعودية لا تتجاوز 17 بليون دولار، وهذا حجم صغير اذا ما قورن بالعلاقات التاريخية وكبر حجم التبادل بين الخليج وبريطانيا». وقال: «الكثير من الشركات البريطانية أسِفت لتأخرها في الاستثمار في الخليج خلال بداية الطفرة النفطية وما صاحبها من مشاريع بتروكيماوية كبيرة، كما أسِفت لعدم دخولها في الصناعات الأخرى التي ذهبت الى الأميركيين أو اليابانيين أو رجال اعمال من منطقة شرق آسيا خلال السنوات الثلاثين الماضية». وأضاف: « نحتاج الى مشاريع بريطانية حالياً في قطاعات صناعة الدواء، والصناعات الغذائية، والقطاعات التي تقدم خدمات البترول». وتحدث في الملتقى السفير الكويتي في لندن خالد الدويسان، معلناً أن «حجم التبادل التجاري بين الخليج وبريطانيا يتجاوز 15 بليون جنيه استرليني سنوياً، أي ما يفوق حجم التبادل البريطاني مع كل من الصين وروسيا مجتمعتين». وقال: «هناك أكثر من 150 الف بريطاني يعملون حالياً في منطقة الخليج العربي، ما يؤكد ان هناك قاعدة تجارية واقتصادية كبيرة بين بلدان الخليج وبريطانيا، وهذا الاجتماع جاء لتطويرها وزيادتها». وأوضحت الأمينة العامة لغرفة التجارة العربية البريطانية أفنان الشعيبي، أن اللقاء يهدف إلى جمع رجال الأعمال الخليجيين مع نظرائهم البريطانيين ل «بحث فرص استثمارية يمكن للطرفين تعزيزها»، مؤكدة أن «وضع دول مجلس التعاون حالياً يعتبر جاذباً للاستثمارات نظراً الى استقرارها الاقتصادي وعدم تأثرها كثيراً بالأزمة المالية التي تعاني منها كل دول العالم المتقدم». وكان الأمين العام لمجلس التعاون عبدالرحمن العطية افتتح مساء أول من أمس فعاليات الملتقى الذي يستمر 3 أيام، في حضور سفراء دول الخليج في لندن. وفي اليوم الأول نظمت ندوة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الطرفين، تحدث فيها العطية ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية البريطاني هانري بالينغهام، وعميدة كلية ادارة الأعمال في جامعة البحرين حميدة جاسم بوحسين ومدير دائرة الترويج والوعي السياحي لدى وزارة السياحة في سلطنة عمان هيثم بن محمد الغساني والمدير العام لهيئة المملكة المتحدة للتجارة والاستثمار ادوارد اوكلن. كما تحدث نائب العضو المنتدب للشؤون القانونية لدى مؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف سعود الناصر الصباح، ومدير تطوير الغاز لمؤسسة قطر للبترول خالد الهتمي، ومن المجلس البريطاني للطاقة المستدامة ديفيد غرين.