أعلن مراجع الدين البارزون في قم، تعطيل الدروس والحوزات الدينية اليوم، لمناسبة زيارة مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي المدينة. والزيارة هي الأولى لخامنئي الى قم منذ 10 سنوات، وتحمل دلالات كثيرة لجهة احترام هذه المرجعيات للمرشد. ورأي عضو اللجنة الرئاسية في مجلس الشوري (البرلمان) محمد حسين فرهنكي ان الزيارة وضعت حداً ل «الشبهات التي تدور في بعض الدوائر»، في اشارة الى معلومات تفيد بأن بعض المرجعيات غير راضٍ عن تعاطي القيادة الايرانية مع الاحداث التي اعقبت الانتخابات الرئاسية عام 2009. واعتبر فرهنكي ان الزيارة «ستحقق نتائج سياسية ايجابية كثيرة، وستعالج الشبهات التي يثيرها الأعداء». مصادر في الحوزة الدينية في قم رأت في حديث ل «الحياة»، ان مراجع الدين في الحوزة ربما يحتفظون بوجهات نظر مغايرة حول آلية تعاطي السلطات مع الأحداث الأخيرة، لكن هذه المعارضة لا ترقى الي درجة سحب تأييدهم النظام او الحكومة. ومنذ تأسيس الجمهورية الإسلامية عام 1979، تؤدي قم دوراً مهماً علي صعيد النظام السياسي، اذ ضمت مرجعيات أيدت النظام، في وقت شذّ بعض المرجعيات عن ذلك، مثل المرجع محمد كاظم شريعتمداري، وحسين علي منتظري. وعلي رغم أن زيارة خامنئي تكتسب أهمية خاصة، إلا ان ثمة معلومات تفيد بزيارات غير رسمية أجراها المرشد للمدينة التي تضم آلالاف الطلاب من دارسي العلوم الدينية، والتي تُعتبر عصباً مهماً يوجّه الشارع الإيراني، ويستند إليه النظام في ايران. ويري عارفون في شؤون الحوزة الدينية في قم، ان المشهد الحوزوي يشير بالبنان الي مرجعية خامنئي، باعتباره أحد الفقهاء البارزين في الدروس الدينية التي يلقيها علي طلابه في طهران، وهذا عامل مهم يتيح للفقيه ان يطرح نفسه مرجعاً للتقليد في القضايا الاسلامية. وكان خامنئي طبع نظرياته وآراءه الفقهية، وبلغات عدة، ما أتاح لكثيرين من الشيعة تقليده، سواء في داخل ايران او خارجها. واذا كانت بعض المرجعيات الدينية المحسوبة علي التيار الاصلاحي، مثل يوسف صانعي وأسدالله بيات زنجاني وعبدالكريم اردبيلي، أيدت المرشحَين الاصلاحيين للرئاسة مير حسين موسوي ومهدي كروبي، إلا انها لم تشكك في ولاية خامنئي ولم تنل من مرجعيته، اذ انحصرت المعارضة في كيفية معالجة الأحداث التي اعقبت الانتخابات. وقال عباس كعبي عضو «مجلس خبراء القيادة» ان خامنئي سيقف علي طبيعة ادارة الحوزات الدينية، اذ يطالب بإجراء تطوير اساسي علي طريقة الدراسة، بما يتناسب والتطورات العلمية والسياسية. واضاف ان الزيارة «ستشكل نقطة تحوّل في الحوزة الدينية ونظام رجال الدين، لتعزيز الأسس الاسلامية الاصيلة»، مؤكداً تلاحم مراجع الدين مع النظام، وتحديداً «ولاية الفقيه».