أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الأسد محادثات معمّقة في الرياض أمس، تناولت القضايا الملحة في المنطقة بدءاً بالتأزم السياسي في لبنان وأزمة تشكيل الحكومة في العراق وصولاً إلى المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، واصرار اسرائيل على إعلان نفسها دولة يهودية اضافة الى العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها. وذكرت «وكالة الأنباء السعودية» أن الزعيمين عقدا اجتماعاً في الصالة الملكية بمطار قاعدة الرياض الجوية مساء أمس بحثا خلاله «مجمل التطورات على الساحتين الإسلامية والعربية وموقف البلدين الشقيقين منها وفي مقدمها تطورات القضية الفلسطينية». وأضافت: «كما تناولت محادثات الزعيمين مستجدات الأحداث على الساحة الدولية إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين». وغادر الأسد الرياض بعد زيارة استمرت بضع ساعات. وقالت مصادر مطلعة ان القمة تناولت «العمل على تبريد الأجواء في لبنان» إثر التأزم السياسي على خلفية قضية شهود الزور، والعمل على إيجاد مخارج لهذا التأزم بهدف تنفيس الاحتقان بين الفرقاء اللبنانيين ونزع فتيل الأزمة. وأشارت المصادر إلى «تطابق كبير في وجهات النظر بين الرياض ودمشق، وأنهما اتفقتا على العمل سوياً في هذا الاتجاه». وأوضحت المصادر أن الملف العراقي حضر في محادثات خادم الحرمين والأسد، وأنهما شددا على أهمية الحفاظ على وحدة العراق، واستقلاله والعمل على منع التدخلات الخارجية في شؤونه، مشيرة إلى ان الزعيمين «اتفقا على ضرورة أن يكون العراق للعراقيين، وان قضية تشكيل الحكومة التي تأخرت طويلاً شأن عراقي، وتعهدا العمل على تقريب وجهات نظر مختلف الاطراف، من أجل الإسراع بتشكيل الحكومة، بغية منع التدخلات الأجنبية وتحسين الوضع الأمني والانصراف الى الاهتمام بالشأن المعيشي للعراقيين». ولفتت المصادر إلى أن «خادم الحرمين والرئيس الأسد بحثا في الوضع الفلسطيني، واتفقا على ضرورة دعم الجانب الفلسطيني من جهة، والعمل دولياً من جهة أخرى للضغط على اسرائيل بهدف وقف الاستيطان ومنع انعكاس قرار اعلان نفسها دولة يهودية على أوضاع فلسطينيي 1948، إضافة إلى تفعيل دور اللجنة الرباعية، وصولاً إلى إعلان الدولة الفلسطينية التي تحدث عنها الرئيس الأميركي بارك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الأخيرة». كما تناولت المحادثات العلاقات الثنائية وسبل تفعيلها وضرورة العمل على توثيقها وصولاً إلى التنسيق المتكامل في ما يخص قضايا المنطقة والملفات الإقليمية. خادم الحرمين والأسد يبحثان الملفات «الساخنة» وانهيار مفاوضات السلام