«نجد الصغرى» أو كما يسميها أهلها واحة الجنوب التي تميزت بتاريخها العريق منذ عصور ما قبل الإسلام وحتى الآن. اختلف مؤرخون في التعريف باسمها فكلمة «بيشة» في الأصل فارسية، تعني الغابة الكثيرة الوحوش والأشجار.سميت المحافظة التي كانت سابقاً منطقة إدارية على اسم واديها الكبير «وادي بيشة» الذي ينحدر من جبال السراة باتجاه الشمال الشرقي منها ليصل إلى وادي الدواسر. ترك رعيلها الأول ما قبل الإسلام نقوشاً وآثاراً عدة كان أبرزها «ممر إبرهة الحبشي»، وورد اسمها في كثير من المؤلفات والمخطوطات والأشعار القديمة التي أثبتت عراقة تاريخها. وتمثل بيشة أهم مركزٍ لمرور القوافل التجارية، فهي مدينة سهلة مقاربة لأراضي نجد من الناحية الشرقية وتكثر فيها الحرات باتجاه الغرب ثم تبدأ سلسلة جبال السراة وتعد في القديم نقطة للقوافل التجارية بين اليمن والشام وللحجاج القادمين من اليمن وجنوب شرق الجزيرة، إذ كانت مسرحاً للحروب القديمة في العصر الجاهلي. واشتهرت بأيام العرب القديمة ك «يوم الذهاب» و«يوم فيف الريح» و«يوم حوي» و«يوم العرقوب». أما في العهد الإسلامي دخل أبناء بيشة في الإسلام طوعاً بعد كتابهم الشهير لرسول الله. والمطلع على تاريخ بيشة سابقاً يجد أن سهولها وأوديتها وجبالها احتضنت العديد من الأسرار التاريخية التي تعاقبت عليها الأمم لكنها لم تجد اهتماماً واسعاً من المتخصصين في هذا الجانب. الباحث في تاريخ بيشة يجد أن لها قيمة اقتصادية تاريخية، فخلال العصر العباسي كانت مركزاً لسك النقود لتوافر معدن الذهب في الجزء الغربي منها وهو ما دعا الدولة العباسية لإقامة منجم للذهب في قرية «العبلاء» كانت تسك فيها الدنانير التي تحمل أسماء الخلفاء العباسيين.