عدلت الحكومة الأفغانية امس، قرارها بحظر الشركات الأمنية الخاصة التي تنشط في البلاد، مؤكدة ان تلك التي تحمي السفارات والقواعد العسكرية بإمكانها مواصلة العمل. وأعلن مكتب الرئيس الأفغاني حميد كارزاي ان «الشركات التي توفر حماية للسفارات ومقار الديبلوماسيين والقواعد العسكرية والمستودعات، بإمكانها مواصلة عملها ضمن هذا الإطار». وأعلنت الحكومة الأفغانية مطلع الشهر الجاري، حظر نشاط ثماني شركات امنية خاصة من بينها الأميركية «اكس اي»، أي «بلاكووتر» سابقاً. وتلعب هذه الشركات التي يطلق عليها اسم «كونتراكتورز» بالإنكليزية، دوراً فعالاً في انتشار القوات الدولية في افغانستان. وتتهم هذه الشركات بتشكيل «مافيا اقتصادية» تستفيد من «عقود فساد» سمح بها المجتمع الدولي. وتوظف 52 شركة افغانية ودولية مسجلة رسمياً، حوالى 26 الف شخص في هذا القطاع الذي يدر ارباحاً طائلة. وتعمل هذه الشركات الأجنبية والأفغانية بالتعاون مع القوات الدولية ووزارة الدفاع الأميركية وبعثة الأممالمتحدة والسفارات والشركات المكلفة ادارة المساعدة الدولية التي تبلغ بلايين الدولارات والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام الغربية. وتضمن خصوصاً امن القوافل او ورش البناء في البلاد. من جهة أخرى، قتل جندي سويدي وأصيب اثنان آخران في شمال افغانستان حين انفجرت عبوة ناسفة بآليتهم المصفحة، كما افاد بيان للقوات المسلحة السويدية امس. وأورد البيان ان الآلية كانت استدعيت للتدخل في مواجهة غرب مزار الشريف السبت حين انفجرت بها العبوة الناسفة، مشيراً الى ان حياة الجنديين الجريحين ليست في خطر. وبذلك، يرتفع الى خمسة عدد الجنود السويديين الذين قتلوا في افغانستان منذ العام 2001، كما افادت حصيلة للقوات المسلحة. وتشارك القوات السويدية المتمركزة في مزار الشريف في القوة الدولية للمساعدة في احلال الامن (ايساف) التابعة لحلف شمال الاطلسي، وتضم في افغانستان 500 عنصر بمن فيهم الفرق العملانية التي تساهم في تدريب الجيش الافغاني. في الوقت ذاته، تعرضت مدينة قندهار في جنوبافغانستان لانفجارات احدها خارج مجمع للشرطة قتل فيه شخص واحد على الاقل وأصيب اربعة بجروح السبت. وقال زلماي ايوب الناطق باسم حاكم قندهار ان قنبلة تركت على دراجة نارية خارج مقر للشرطة انفجرت حين كانت الشرطة تستعد لإبطال مفعولها. وقال طبيب في مستشفى محلي إن شخصاً واحداً قتل وأصيب اربعة بجروح في الانفجار. وقال شهود إن قندهار تعرضت لأربعة انفجارات أخرى، إلا أنه لم يتسن الحصول في شكل فوري على تفاصيل في شأن هذه الانفجارات. ويشارك آلاف الجنود الاميركيين في حملة ضد المسلحين في ضواحي قندهار وهي حملة ينظر اليها على انها شديدة الاهمية لتحويل دفة الحرب التي دخلت سنتها العاشرة. وارتفع عدد القتلى في الحرب الدائرة في أفغانستان إلى أعلى مستوى له منذ اطاحت قوات تدعمها الولاياتالمتحدة نظام «طالبان» عام 2001. وقتل أكثر من 2000 جندي أجنبي منذ ذلك الحين بعدما وسع المتشددون نطاق هجماتهم إلى ما وراء معقلهم الجنوبي. وقتل أكثر من 40 جندياً اجنبياً هذا الشهر وحده. وتشكل زيادة اعداد الضحايا الاجانب ضغطاً على الرئيس الاميركي باراك أوباما وحلفائه في حلف شمال الاطلسي لوضع نهاية للحرب. وينظر مسؤولون اميركيون وأفغان على نحو متزايد في تسوية سياسية للصراع كخيار. وسعى الرئيس الافغانى حميد كارزاي الى التواصل مع «طالبان» في محاولة لإجراء مفاوضات. لكن قادة الحركة يقولون انهم لن ينظروا في أي محادثات رسمية قبل مغادرة القوات الاجنبية الاراضي الافغانية. على صعيد آخر، نقلت وسائل إعلام اميركية عن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس قوله ان النشر غير المجاز لنحو 70 الف وثيقة سرية عن حرب افغانستان لم يكشف معلومات حساسة ولكنه قد يعرض الافغان الذين يتعاونون مع الولاياتالمتحدة للخطر. وعرض غيتس تقويمه في رسالة بعث بها في 16 آب (اغسطس) الماضي، الى السيناتور كارل ليفن رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي بعدما نشر موقع «ويكيليكس» الالكتروني الوثائق في تموز (يوليو) الماضي. وسمح لصحيفة «نيويورك تايمز» وشبكة «سي ان ان» التلفزيونية بالاطلاع على الرسالة. وقال غيتس ان «التقويم المبدئي لا يقلل بأي حال من الخطر على الامن القومي. ولكن المراجعة الى الآن لم تكشف عن تعرض اي مصادر او اساليب حساسة للاستخبارات للخطر بسبب ما تم الكشف عنه». وقال غيتس ايضاً ان كشف النقاب عن اسماء الافغان المتعاونين والذين قد يصبحون اهدافاً ل «طالبان» قد يسبب «اذى او ضرراً كبيرين لمصالح الامن القومي للولايات المتحدة».