رفض الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس اليوم (الثلثاء) ترشيح «الحزب الاشتراكي» الفائز في الانتخابات التشريعية سيفيل شحادة رئيسة للوزراء، ما يخشى أن يثير أزمة سياسية في البلاد. اقترح «الحزب الاشتراكي» الأسبوع الماضي شحادة (52 عاما) لتكون أول امرأة مسلمة على رأس حكومة بلد في الاتحاد الأوروبي، لكن الرئيس اليميني الوسطي رفض هذه التسمية قائلاً خلال كلمة متلفزة «درست الحجج المؤيدة والمعارضة وقررت عدم قبول الاقتراح». ولم يبرر يوهانيس رفضه، لكن قد يكون وراءه الانتماء السياسي لزوج شحادة، وهو سوري هاجر إلى رومانيا في العام 2011. وطلب الرئيس الروماني من تحالف «الحزب الاشتراكي الديموقراطي» و«ائتلاف الليبراليين والديموقراطيين» (الدي) اقتراح اسم اخر لمنصب رئيس الوزراء. واتهم رئيس «الحزب الاشتراكي الديموقراطي» ليفيو دراينا الرئيس الروماني ب«السعي إلى افتعال أزمة سياسية بأي ثمن»، مشيراً إلى أن حزبه سيدرس بحلول المساء خيارات عدة بينها آلية لعزل الرئيس أو اللجوء إلى المحكمة الدستورية لإجباره على تعيين شحادة التي تنتمي إلى الأقلية ذات الأصول التركية في رومانيا. وأكد درانيا أنه «في حال تبين أن من صالح البلاد عزل يوهانيس، لن أتردد في القيام بذلك». وبحسب المحلل أندريه تارانو، فإن «الحزب الاشتراكي الديموقراطي» لا يملك أي مبرر قوي لاتهام رئيس الجمهورية بانتهاك الدستور، موضحاً أن هناك أسئلة مثارة حول الأسباب التي دفعت الرئيس إلى رفض مرشحة الاشتراكيين. وإذا لم يتم التطرق إلى الانتماء الديني لشحادة في البلد ذي الغالبية الأرثوذكسية، فإن المعارضة قدمت حججاً أخرى، من بينها الخبرة السياسية الضئيلة لشحادة، للطعن في ترشيحها. وسيفيل شحادة غير معروفة في شكل واسع، وهي مختصة في المعلوماتية وتولت منصب وزيرة التنمية لخمسة أشهر في العام 2015. وجاءت تسميتها من قبل رئيس «الحزب الاشتراكي» درانيا الذي أعلن أنه صرف النظر عن تولي رئاسة الوزراء لأنه محكوم بالسجن عامين مع وقف التنفيذ بتهمة التزوير الانتخابي، الأمر الذي يحرمه بحسب القانون من تولي أي منصب وزاري. ويتمتع الاشتراكيون الديموقراطيون مع حليفهم الليبرالي «الدي» بالغالبية المطلقة في البرلمان، ويشغلون 250 مقعداً من أصل 465. واتهمت المعارضة درانيا بأنه اختار شخصاً سيمهد له الطريق لتولي رئاسة الوزراء لاحقاً، معتبرةً أنه قادر على التحكم بسفيل بعدما كان شاهداً على زواجها من رجل أعمال سوري حصل على الجنسية الرومانية في العام 2015. وأثارت العلاقات السياسية لزوج شحادة تكهنات كثيرة في الأيام الأخيرة، إذ ذكر موقع «رايز بروجكت» أن شحادة أعرب مراراً عن تأييده للرئيس السوري وحليفه حزب الله اللبناني.