أصدرت إحدى المحاكم الماليزية المسلمة، حكماً بالسجن على أب ماليزي، قام بالإساءة إلى ابنته بالسجن 40 شهراً عقوبة له وردعاً لأمثاله، كونه قام بعض طفلته غضباً من أمها التي لم تصب له المياه، ولم تضعها في المكان الذي يبتغيه (لن أعلق كثيراً على الرجل العضاض، الذي استطاع أن يفش خلقه في جسد طفلة صغيرة)، ولن أتهكم كعادتي على هذه الأفعال ناقصة الدين والعقل والحكمة والمروءة والرجولة فليس هذا مجاله، سأعود فقط الى الحكم الذي قد يحوّل أباً متوحشاً وعضاضاً الى كائن أليف بإمكانه العيش مع الناس ويحسن معاملة ابنته، لأنها ليست ملكه بل هو قائم عليها وعلى توفير حياة كريمة وآمنة لها، ولم يقبل القاضي بتنازل أمها كونها أيضاً ليست مالكة لها، ولم نقرأ في الخبر عن ميل جهة أو أخرى لاغلاق الموضوع على اساس انها طفلة (وعضة تفوت ولا حد يموت)، ولم يعرض الأب تعويضاً يوضع في البنك باسم البنت المعضوضة، ولم يقبل منه ذلك أيضاً أما لماذا؟ فلأنه مخطئ ويجب ان ينال عقوبته بعد محاكمة (قصيرة التي اكتبها بخط ينزف دماً)، أما لماذا قصيرة تنزف دماً؟ فهذه قصة قصيرة ضمن القصص التي سبق ان سمعنا عنها، والتي سيغيبها الزمان لنلتفت لقصص اخرى لا تختلف عنها سوى في اسم الضحية التي غالباً ما تكون أنثى، ولأن هناك أماً تدعى سمر في السجن منذ شهور عدة محرومة من ابنها البراء منذ شهور عدة، بعدما رفعت شكوى ضد والدها (اساءة معاملة وعضل وعنف وغيره)، فعوضاً عن ان يتم دعم الشاكية أو التحقق من شكواها، تم إيداعها السجن مع المجرمات والقاتلات والمنحرفات، والمدعى عليه طليق خارج السجن يتنفس الحرية، وينتظر أن يطلق سراحها، ليقبض هو عليها ويمنعها من رؤية ابنها الوحيد، ويمنعها من الزواج الذي تريده، وربما ليقول لها كلمة واحدة فقط: «رجعتي لي يا ابنتي والدعوى مردودة عليك»، لأنك لم تتمكني من اثبات الضرر، ولأنني أبوك فأنا أملكك وبيدي وحدي تحديد مصيرك، وبإمكاني أيضاً سجنك بدعوى عقوق، وبعد أن تكوني المدعية ستكوني المدعى عليها، ولن تخرجي من السجن الا بأمري أنا وحدي، لأنني املك وحدي ابقاءك فيه، فأبسط الأمور ألا أحضر لتسلمك، واذا ما حاول احدهم مساعدتك من عصبتك، فسأتهمه بمحاولة تقوية فتاة على والدها، فلا مأوى لك الا أنا فقط فقط حتى تتادبي وتعلمي ان البقاء ليس للأصلح وان الحرية ليست للأصلح وأن العيش بكرامة ليس للأصلح، وأن الاختيار ليست للأصلح، انما للذكور وأشباه الرجال. لم أجد عنواناً مناسباً لموضوع سمر (ب) سوى ما سميته به المقارنة مخجلة للغاية تتضح فيها معان كثيرة ذكرتها في مقالاتي مراراً وتكراراً المسألة ليست (عضاً) المسألة برمتها متعلقة بثقافة حقوق كائن حي لا يملك تحديد مصيره الا الله فقط وما زال مجتمعنا يلقمه العلقم من دون أسباب، وآآآآآه بل ألف آه يا سمر. [email protected]