بروكسيل - أ ف ب، رويترز، نشرة «غلف برس» - أبدت باكستان حرصاً على طمأنة المجتمع الدولي إلى إرادتها مواصلة الإصلاحات، خصوصاً الضريبية منها، في مقابل التزام سياسي بمساعدتها على معالجة آثار الفيضانات غير المسبوقة التي اجتاحت البلد خلال الصيف، والتي بلغت خسائرها 9.7 بليون دولار وفق ما أعلن «البنك الآسيوي للتنمية» والبنك الدولي أمس. وأقر وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي، بأن «النظام الضريبي يجب أن يكون أكثر عدالة»، وذلك بعد اجتماع في بروكسيل أول من أمس لمنتدى «أصدقاء باكستان الديموقراطية» الذي يضم 26 بلداً ومنظمة بينها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والصين وإيران وأستراليا، إضافة الى الجار الهندي. وجاء موقف قرشي الذي أوضح إعداده مشاريع إصلاحية، رداً على مطالبة باكستان، بخاصة من نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، بجهد مالي من جانب الباكستانيين الأثرياء لمساعدة بلدهم على تخطي تبعات الفيضانات، معتبرة أن على الحكومة الباكستانية أن «تفرض» على المواطنين «الأكثر رخاء وعلى النخبة أن يدعموا الدولة والشعب». ولاقى مسؤولون أوروبيون الوزيرة الأميركية في موقفها. وتبلغ قيمة الأضرار الناجمة عن الفيضانات 9,7 بليون دولار، خصوصاً في مجال البنية التحتية والزراعة، بحسب تقديرات نشرها «البنك الدولي» و «البنك الآسيوي للتنمية» الخميس الماضي. وتوقف «أصدقاء باكستان» في بيانهم الختامي عند «الحاجة الى جهود متواصلة من الحكومة الباكستانية في إطار برنامجها الإصلاحي نحو الاستقرار الاقتصادي والنهوض الدائم»، بما يشمل المجال الضريبي. كما أبدوا دعمهم للعملية التي أطلقها الاتحاد الأوروبي والهادفة الى الطلب من «المنظمة العالمية للتجارة» إعطاء باكستان شروطاً جمركية تفضيلية على بعض المنتجات لمساعدة اقتصادها. ومع أن قادة الدول ال 27 في الاتحاد الأوروبي اتفقوا على هذا المبدأ خلال قمتهم الأخيرة نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي في بروكسيل، إلا أن دولاً أوروبية قلقة من تبعات ذلك على اقتصادها المحلي. وبحسب قرشي، فان الشروط التفضيلية للوصول الى السوق الأوروبية ستكون «مساعدة ملموسة لباكستان». إلا أن المسؤولة في المنظمة غير الحكومية أوكسفام كونسويلو لوبيز زورياغا اعتبرت أن اجتماع «أصدقاء باكستان» مخيب للآمال لأنه لم يتطرق إلى مسألة دين ال 55 بليون دولار الذي يعاني منه اقتصادها. وفي ما يتعلق بالأضرار، أعلن البنك الآسيوي للتنمية والبنك الدولي اللذان شاركا في مسح لتقويم حجم الدمار، إن الفيضانات التي اجتاحت مناطق باكستان منذ تموز (يوليو) ألحقت أضراراً بالغة تقدر بنحو 9.7 بليون دولار في مرافق البنية التحتية والمزارع والمنازل، إضافة إلى خسائر مباشرة وغير مباشرة أخرى. وكانت المؤسستان رفعتا نتائج هذا المسح إلى الحكومة الباكستانية. يُذكر أن المؤسستين أجرتا، في إطار تنفيذ هذا التقويم، بحثاً في حجم الدمار في 15 قطاعاً رئيساً في مختلف أنحاء باكستان، وتبين أن قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية كانا أشدّ القطاعات المتضررة. وتعرضت الطرق لأضرار بالغة، بخاصة على مستوى المناطق والقرى، كما عانت شبكات الري هي الأخرى من أضرار جسيمة. وتضرر خُمس مساحة باكستان من هذه الفيضانات وكان إقليم السند المكتظ بالسكان جنوبي البلاد الأشدّ تأثراً بها.