دعا البابا بنديكتوس السادس عشر، والرئيس الراوندي بول كاغامي، والمدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) جاك ضيوف، في مناسبة يوم الأغذية العالمي، إلى وحدة عالمية ل «اتخاذ إجراءات حازمة وملموسة في مواجهة الجوع، بهدف إنتاج مزيد من الغذاء لدى البلدان التي يقطنها الجياع». واعتبر ضيوف أن «الردّ الملائم على مشكلة الجوع يتطلّب عَملاً مُنسّقاً وحازماً وعاجلاً من الأطراف المعنيين وعلى كل المستويات، وذلك يدعونا إلى الاتحاد». ورأى أن موضوع يوم الأغذية العالمي لهذا العام، وشعاره «معاً لمكافحة الجوع»، يؤكّد أنّ «إنجاز الأمن الغذائي ليس مسؤولية طرف واحد بل هو مسؤوليتنا الجماعية». وفي رسالة إلى احتفالات يوم الأغذية العالمي، التي نُظِّمت في مقر «فاو» في روما، أكد البابا ضرورة «التغلب على معوِّقات الاهتمام بالمصلحة الشخصيّة لإفساح المجال أمام عقد مثمر يتجلَّى على هيئة تعاون دولي كتجسيد للأخوة الحقيقية، بهدف القضاء على الجوع وسوء التغذية». واعتبر كاغامي، أن «تحقيق الاكتفاء الذاتي من الإنتاج الغذائي لا يمكن فصله عن سياق الحوكمة الجيدة». ولفت إلى أن «المسؤولية في معظم البلدان النامية، تظلّ على عاتق الحكومات لتهيئة مناخ صحيح للمُزارعين، خصوصاً من أصحاب الحيازات الصغيرة والأعمال التجارية الزراعية المتحالفة معها». وعدد ضيوف إجراءات يجب اتخاذها لتحقيق خفض سريع في عدد الجياع، مشدداً على ضرورة «عكس الاتّجاه السلبي الطويل الأجل لحصة الزراعة في المساعدة الإنمائية الرسمية (أودا)، إذ تراجعت من 19 في المئة عام 1980 إلى 3 في المئة عام 2006، وتُقدَّر الآن بنحو 6 في المئة». ورأى أن على «حكومات بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المتدني زيادة حصة الزراعة في موازينها الوطنية، من المعدل البالغ حالياً 5 في المئة إلى 10 في المئة». ولم يغفل ضيوف، استقرار أسواق الغذاء، الذي يشكل «أحد الإجراءات المطلوبة لتعميم الأمن الغذاء على نطاق أوسع»، لافتاً إلى «الحاجة إلى مزيد من التماسك والتنسيق في خيارات السياسات المتخذة لدعم ضمان الوصول من دون معوّقات إلى الإمدادات العالمية وتحسين الثقة في وظيفة الأسواق وشفافيتها». وأشار إلى «حاجة ملحة إلى الأدوات والآليّات الفاعلة للتعامل مع تأرجح أسعار الغذاء». ودعا رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية كانايو نوانزيه، إلى النظر إلى الأمور من «زاوية الفرص»، إذ «يأسف السكان في أفريقيا إلى حصول 6 في المئة فقط من الأراضي على الري، وإلى عدم تجاوز متوسط استخدام الأسمدة في القارة عُشر المعدل العالمي». لكن على رغم ذلك، أشار إلى أن «60 في المئة من رُقعة الأراضي غير المزروعة تقع في أفريقيا، عندئذ يمكن تخيّل إمكانات العمل مع 2.5 بليون شخص في الزراعة في المناطق الريفية ومع المُزارعين الصغار في العالم، في حال أحسنّا إدارة تلك الموارد». إلى ذلك، أعلن ضيوف في احتفالات يوم الأغذية العالمي، ترشيحه مستقبلاً للشيخة فاطمة بنت مبارك الكتبي، السيدة الأولى لدولة الإمارات، سفيراً استثنائياً نيابةً عن «فاو»، «إقراراً باهتمامها العميق بحقوق المرأة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ولدورها في دعم حركة حقوق المرأة في العالم العربي وتسديد خُطاها. وعيّن أربعة سفراء جدد للنوايا الحَسَنة، هم المُمثل الإيطالي راؤول بوفا، والمُغنية الكندية سيلين ديون، والمُغنية الفيليبينية ليا سالونغا، والمُمثلة الأميركية سوزان ساراندون.