عاد ركاب طائرة ليبية اختطفت وجرى تحويل مسارها إلى مطار مالطا إلى مطار معيتيقة الدولي في طرابلس أمس السبت. وكانت الطائرة وهي من طراز «إيرباص إيه 320» في رحلة داخلية في ليبيا صباح الجمعة عندما جرى تحويل مسارها إلى مالطا على بعد 500 كيلومتر شمال الساحل الليبي بعدما أبلغ أحد خاطفيها طاقم الطائرة أنه يحمل قنبلة. والطائرة تابعة للخطوط الجوية الأفريقية المملوكة للدولة كانت تقوم برحلة من سبها في جنوب غربي ليبيا إلى طرابلس، وهي رحلة تستغرق في العادة حوالى ساعتين. وأفرج الخاطفان عن جميع الرهائن من دون أذى واستسلما بعدما أعلنا ولاءهما للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وأُلقي القبض على الرجلين، وكتب رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات على «تويتر» إن نتائج الفحص الجنائي الأولي تظهر أن الأسلحة التي استخدمت في خطف الطائرة مزيفة، لكنه تراجع امس وقال في مؤتمر صحافي إن اجهزة الامن عثرت في الطائرة على قنبلة ومسدسين. وكانت السلطات المصرية منعت عصر الجمعة، طائرة ركاب ليبية أقلعت من مطار معيتيقة في العاصمة الليبية، من دخول أراضيها والهبوط في مطار برج العرب قرب الإسكندرية في شمال مصر. وأعلنت الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية المصرية في بيان مساء الجمعة، «عدم السماح للطائرة الليبية التابعة للخطوط الجوية الأفريقية من طراز آرباص 320 والقادمة من مطار معيتيقة بطرابلس، بدخول الأجواء المصرية والهبوط بمطار برج العرب» الواقع على بعد قرابة 50 كم غرب الإسكندرية على البحر المتوسط. وفسرت الشركة المصرية المسؤولة عن إدارة شؤون الملاحة الجوية في البلاد، قرارها بأن «المطارات الليبية المسموح استقبال رحلات جوية منها الى مطار برج العرب هي مطارا الأبرق وطبرق، وذلك طبقاً للاتفاق المبرم بين الجانب الليبي وسلطة الطيران المدني المصري»، فيما الطائرة الممنوعة أقلعت من «مطار معيتيقة غير المشمول بالاتفاق. وقال مسؤول ملاحي مصري، رفض ذكر اسمه، لوكالة «فرانس برس»، أن الطائرة اتصلت ببرج المراقبة في مطار برج العرب وهي على مشارف الحدود المصرية - الليبية عصر الجمعة، قبل أن تعود أدراجها داخل ليبيا بعد أن تم رفض طلبها بالهبوط في المطار. ولم يؤكد المسؤول ما إذا كانت الطائرة تحمل ركاباً من عدمه. ولا تعمل في ليبيا سوى شركات الطيران الليبية والتي يحظر عليها دخول الأجواء الأوروبية. وتقتصر رحلات تلك الشركات على تونس والقاهرة وعمان واسطنبول والخرطوم. سياسياً، بعد عام من توقيع اتفاقات رعتها الأممالمتحدة من أجل حل سياسي في ليبيا، جددت ست عواصم غربية دعمها حكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فايز السراج والتي لا تزال تواجه صعوبات في بسط سلطتها على البلاد الغارقة في الفوضى. وهنأت إيطاليا وألمانيا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة في بيان مشترك «حكومة الوفاق الوطني والشعب الليبي بنجاحهما ضد داعش في سرت» و «دانت أي تهديد باللجوء الى القوة العسكرية في ليبيا وخصوصاً في طرابلس». وجددت هذه الدول دعوتها الى حوار سياسي وتوحيد قوات الأمن، في وقت تنشط في ليبيا مجموعات مسلحة عديدة وقوات تتبع لسلطات شرق ليبيا التي لا تعترف بحكومة الوفاق في طرابلس. وشكلت بموجب اتفاقات الصخيرات التي رعتها الأممالمتحدة ووقعت في كانون الأول 2015، حكومة الوفاق الوطني «الحكومة الشرعية الوحيدة في ليبيا» في نظر المجتمع الدولي.