خطف شخصان أمس طائرةً ليبية وأجبراها على التوجّه إلى مالطا، بعدما زعما حيازتهما قنبلةً يدوية، قبل أن يفرِجا عن جميع الركاب ويُسلِّما نفسيهما إلى السلطات المالطية. وأعلن رئيس وزراء مالطا، جوزف موسكات، خروج آخر أفراد الطاقم من الطائرة مع الخاطفَين. وأكد، لاحقاً، استسلام الخاطفَين وخضوعهما إلى التفتيش، مبيِّناً «هما قيد التوقيف الاحتياطي». فيما أفاد وزير خارجية حكومة الوفاق الليبية، طاهر سيالة، بأن الشخصين يؤيدان نظام معمر القذافي وطلبا اللجوء السياسي في مالطا. وذكر، عبر قنوات تلفزيون ليبية، أنهما يريدان أيضاً إعلان إنشاء حزب سياسي مؤيد لنظام القذافي الذي سقط في2011. وهبطت الطائرة في مالطا عند الساعة ال 11.32 صباحاً (10.32 بتوقيت غرينتش). وبعد وقوفها على المدرج لأكثر من ساعة؛ فُتِح باب الطائرة وهي من طراز «إيرباص إيه 320»، وبدأت أول مجموعة من النساء والأطفال في الخروج منها. وبعد دقائق؛ بدأ عشرات الركاب في الخروج، عقب مفاوضاتٍ ذكرت مصادر في الحكومة المالطية أن قائد الجيش المالطي قادها. وعلى متن الطائرة؛ كان 111 راكباً من بينهم 28 امرأة وطفلاً، إضافة إلى 7 هم أفراد الطاقم. وفي وقتٍ سابق؛ ذكرت مصادر في الحكومة المالطية أن خاطفاً واحداً كان على الطائرة. وكانت الطائرة التابعة لشركة الطيران «الإفريقية» تقوم برحلة داخلية من سبها في الجنوب الليبي إلى العاصمة طرابلس لكن تم تحويل مسارها. وصرَّح جوزف موسكات على موقعه على تويتر «رحلة الإفريقية من سبها إلى طرابلس حُوِّل مسارها وهبطت في مالطا. أجهزة الأمن تقوم بتنسيق العمليات». وأجرى موسكات لاحقا مكالمة هاتفية مع رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج. وكان يمكن رؤية الطائرة على المدرج وهي محاطة بآليات عسكرية، فيما تم إلغاء كل الرحلات. وأدت الواقعة إلى تأخير أو تحويل جميع الرحلات إلى وجهاتٍ في إيطاليا. لكن بعضاً منها تمكن من الهبوط أو الإقلاع من المطار. وأفاد مصدر في شركة «الإفريقية» للطيران أن خاطفين اثنين هددا الطيارين بعبوة ناسفة يرجح أن تكون قنبلة يدوية، وأجبراهم على التوجه إلى مالطا بدلاً من الهبوط في مطار معيتيقة في طرابلس. وتعيش ليبيا حالةً من الفوضى، حيث تتصارع جماعاتٌ مسلحة للسيطرة على أجزاءٍ مختلفة منها. وهناك حكومتان ليبيتان حالياً، الأولى مدعومة من المجتمع الدولي ومقرها طرابلس، والأخرى تتمركز في الشرق ولا تتمتع باعتراف المجتمع الدولي لكنها تحظى بمساندة قوات كبيرة يقودها خليفة حفتر. وكان رئيس حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، أعلن السبت الماضي رسمياً تحرير مدينة سرت من مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي. ويُحظَر على شركات الطيران الليبية دخول الأجواء الأوروبية. وتقتصر رحلاتها على تونس والقاهرة وعمّان وإسطنبول والخرطوم.