يهتم كثير من الباحثين بدراسة ما يتعلق بشخصية المرأة وأفكارها وسلوكياتها ما يجعل عالم البحث والإصدارات غنياً بالدراسات القيمة التي تتناول قضايا المرأة المختلفة. وكان لمدرسة علم النفس في جامعة الكويت ورئيسة مركز الأسرة للاستشارات الاجتماعية والنفسية الدكتورة أمثال الحويلة وزميلتها مدرسة علم النفس في الجامعة نفسها المستشارة النفسية في مكتب الإنماء الاجتماعي الدكتورة نادية الحمدان كتاب جديد متخصص في هذا الجانب. ويسلط الكتاب وهو بعنوان «سيكولوجية المرأة» الضوء على مكانة المرأة في الحضارات المختلفة ويستعرض دورها التربوي والأسري في التنشئة الاجتماعية وما تتعرض له من ضغوط نفسية في العمل الوظيفي أو السياسي. ويتناول الكتاب الذي يتألف من ثمانية فصول في جانب منه قضايا كثيرة تخص المرأة الكويتية كما تناول سيكولوجية المرأة وبين واقعها قبل الإسلام والحقوق التي منحتها إياها الشريعة الإسلامية إلى جانب عرض يقارن بين المرأة العربية والأجنبية ومقارنة بين المرأة المصرية والكويتية. وتضمن الكتاب أيضاً أوجه الاختلاف بين الرجل والمرأة وقسم فيها طبيعة العلاقة بينهما من عدة اتجاهات من حيث التفكير واتخاذ القرار. وأوضح أن طبيعة الذكاء بين الجنسين تختلف حسب الموقف الاجتماعي مستعرضاً دور المرأة في التنشئة الاجتماعية والنفسية. وتطرق لمعوقات معالجة الإعلام لقضايا المرأة العربية من ناحية اجتماعية وسياسية واقتصادية ودور الإعلام في تشكيل الوعي بالمرأة الكويتية. وتناول الكتاب أيضاً موضوع الحياة الزوجية حيث بدأ بالتفكك الأسري بمفاهيمه وأنواعه وأسبابه وعرض تأثير التفكك الأسري والطلاق وآثاره على المطلقين وأبنائهما كذلك بين عدم الرضا الزواجي وأسبابه وعلاقته بالتفكك الأسري. وبين مفهوم التوافق الزواجي والعوامل المساعدة له مثل النضج الانفعالي وعمر الزوجين ومدى تدينهما والتواصل الإيجابي بينهما والمستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للزوجين. وأوضح أن التوافق الزوجي يرجع إلى مدة الزواج وأساليب المعاملة والتوافق الجنسي والنفسي للزوجين كما أوضح سمات الشخصية والتوافق وفق النظريات المفسرة له. وتعرض أيضاً للإساءة والعنف ضد المرأة شارحاً مفهوم الإساءة وفق النظريات المفسرة لمفهومه، إذ قد يساء للمرأة في المنزل أو العمل لذلك لا بد من معرفة ظاهرة العنف ومفهومها. ولفت إلى كثير من الضغوض النفسية التي تتعرض لها المرأة العاملة موضحاً أهمية العمل بالنسبة للمراة سواء بالمنزل أو الوظيفة. وعلى رغم إشارة كتاب «سيكولوجية المرأة» إلى أن القانون كفل للمرأة حقوقها المهنية فإنه أشار إلى أنها قد تعاني بسبب تداخل الأدوار بين المنزل وتربية الأبناء والعم. وتناول الكتاب أيضاً موضوع مشاركة المرأة الكويتية بالعمل السياسي، مشيراً إلى عزوف كثير من النساء عن العمل السياسي لأسباب اجتماعية وثقافية واقتصادية. وبين دور الأسرة في تنمية المشاركة السياسية للمرأة منوها بالتجربة الأولى للمرأة الكويتية في دخول البرلمان والمعوقات الكثيرة للمرأة العاملة في المشاركة السياسية. وعرض الفصل الثامن والأخير قضايا وخلاصات مهمة وتناول مواضيع نفسيه عديدة منها الاضطرابات الشخصية والنفسية لدى المرأة طارحاً أهمية دراسة شخصية المرأة وصفاتها وأبعادها الأساسية.