يرى مدير الجامعة الإسلامية الدكتور عبدالرحمن السند أن موضوع مفهوم الجهاد تحول من الجانب التنظيري لهذه المسألة إلى الاكتواء بشرور الفهم له في الواقع والعمل. وأضاف: «مع أن هذه المسألة واضحة وجلية عند أهل العلم ومتقرِّرة في شريعة الإسلام لا لبس فيها ولا إشكال، وطالب العلم المحقق الذي يتأمل في نصوص الكتاب والسنة وفي كلام أهل العلم المتفرّع عنهما يُدرك بجلاء وضوح هذه المسألة، وكتب عقائد أهل السنة والجماعة مطبقة على وضوح هذا الأمر». وقال: «إن الجامعة الإسلامية وهي تعقد مثل هذه الندوة وهذه المحاضرة وغيرها من الفعاليات وخصوصاً أننا على مشارف مؤتمر عالمي هو المؤتمر الثاني لمكافحة الإرهاب، الذي من ثمراته وأهدافه تجلية مثل هذا الموضوع المهم في جانب الجهاد، وما وقع فيه فئام من الناس اليوم في لبس كبير حتى سميت أعمال ضالة منحرفة باسم الجهاد، وفئات وجماعات وأحزاب ضالة منحرفة تسمّت باسم الجهاد، وجاء أمر ولي الأمر السامي الذي صدر أخيراً في تجلية هذا الأمر وأن خروج أبناء هذه البلاد عن طاعة ولي الأمر في القتال في مواضع ومواطن الصراع والاقتتال خروج عن طاعته، وأنها جريمة تجرم وفق القواعد الشرعية». وأوضح أن للإمام سَنّ الأنظمة الشرعية لحفظ حياة الناس وحفظ دينهم وعقولهم وأموالهم وأعراضهم في هذا السياق المهم، مشيراً إلى بيان وزارة الداخلية الذي بيّن هذه الجماعات والأحزاب بأسمائها، حتى لا يعتذر معتذر بأن الأمر عمّي عليه أو أنه غرر به أو أنه يجهل هذا، بل هناك وضوح بتسمية هذه الجماعات والأحزاب والتيارات التي فرّقت أمر الأمة. وشدد على منتسبي الجامعة وطلابها أن يعنوا بهذا الجانب إيضاحاً وجلاء وبياناً للناس، كونه واجباً شرعياً ونوعاً من أنواع الجهاد، مستشهداً بقوله عليه الصلاة والسلام: «من جاهدهم بلسانه فهو مؤمن». وبيّن أن الدعوة إلى الله هي مهمة النبي عليه الصلاة والسلام ومن سار على دربه، والدعوة إلى الله في ما يحتاجه الناس أبلغ وأعظم حاجة وأعظم واجب ومسؤولية، ولذلك تجلية هذا الأمر وبيانه للناس سواء من أعضاء هيئة التدريس للطلاب أو من الطلاب لزملائهم ولأهلهم وقومهم فهذا من بيان الحق للخلق، وهداية الخلق للحق من أعظم المهمات.