طالبت طهران الدول الست المعنية بملفها النووي، خلال ترحيبها أمس بدعوة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون الى استئناف المفاوضات منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، بالتخلي عن «استراتيجية المسار المزدوج العقيمة والمكلفة»، مذكّرة ب «قدراتها ووضعها الخاص على الساحة الدولية والإقليمية». لكن أشتون تمسكت بسياسة مساري الضغط على إيران والحوار معها. واعتبر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي عرض استئناف الحوار الذي قدمته اشتون «خطوة إيجابية الى أمام». وقال: «اعتقد بأن الأسلوب الصحيح للعمل، تحديد يوم لبدء المفاوضات» مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، والتي ستكون الأولى منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2009. أما أبرز المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي، سعيد جليلي فأكد «ترحيب» بلاده باقتراح أشتون. وقال: «الاتجاه المكلف والذي لم يُثمر نتائج في الماضي، يجب ان يكون درساً (للدول الست) لتحترم الأمة الإيرانية ولتدرك ان الحوار من اجل التعاون هو الخيار الوحيد الممكن، وفرصة بالنسبة إليها». ورأى ان «على الدول الست ان تتخلى عن سياستها المكلفة وغير المثمرة، بفرض عقوبات» على إيران، وزاد: «لا يمكن إنكار قدرات إيران ووضعها الخاص على الساحتين الدولية والإقليمية». وأشار جليلي الى تأكيده في رسالة وجّهها الى اشتون قبل شهور، ان «استراتيجية المسار المزدوج خاطئة وعقيمة، وطلبنا ان يعودوا الى المحادثات على أساس المنطق، بدل المسارات التي لا جدوى منها». لكن اشتون شددت على أن الدول الست ستواصل سياسة مساري الضغط على طهران والحوار معها، معتبرة ان «الحوار هو الذي سيحسم الأمر». وأعلنت أنها لم تتلقَ رداً رسمياً على اقتراحها، مضيفة: «ما نفعله الآن، هو محاولة بدء حوار جدي مع إيران. أؤمن بالتوصل إلى تسوية، ونودّ أن نمضي في سبيل التوصل إليها». الى ذلك، أشاد وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني باستعداد إيران لاستئناف المفاوضات، لكنه طالب ب «التمكن من التوصل إلى نتائج في النهاية». وذكر انه أبلغ متقي في بروكسيل ان «المفاوضات يجب أن تجرى بجدية، نريد نتائج لا مجرد مفاوضات شكلية». كما أكد «ضرورة ألا تتركز المحادثات على الملف النووي فقط، بل علينا مناقشة حقوق الإنسان أيضاً».