سكنت أرض مناطق الحدث « العيص، أملج، والشاقة» وتوقف اهتزازها قبل أن تختفي سحب الدخان المنطلقة من فوهات الجبال البركانية المنتشرة فيها. بينما تراقصت المنازل العتيقة في قريتي النبط والشدخ اللتين تبعدان نحو 90 كيلو متراً عن ينبع البحر إثر هزتين أرضيتين خفيفتين أجبرتا السكان على الخروج إلى العراء. وبعد أن خيم الهدوء نسبياً على مناطق النشاط الزلزالي والبركاني حفلت أفئدة سكان قرى ومراكز شمال غرب السعودية بمساحات من الطمأنينة دفعتهم إلى الخروج من مراكز الإيواء والعودة إلى منازلهم لإطعام مواشيهم التي تركوها قبل أن يطلقوا سيقانهم للريح في مشاوير الهرب من «الموت». وعلى رغم الهدوء النسبي الذي خيم على تلك المناطق، لاكت ألسنة الأهالي أنباء حول آخر تطورات الوضع، وساهموا بضراوة في إطلاق الكثير من الشائعات التي حملت أنباء مفادها اقتراب الحمم البركانية تارة وتخييم سحب الدخان والغازات على سماء العيص وانطلاق ألسنة الغازات من قريتي مرخ والحرة في أخرى. بينما شدد آخرون على تنامي التشققات في حرة الشاقة وقرية القراصة، وتكهنت فئة أخرى باقتراب إخلاء مبنى الدفاع المدني في أملج بعد أن عابته سلسلة من التصدعات سببتها هزات أرضية أول من أمس. وفي الوقت الذي أجبرت خطورة تطورات الوضع في العيص قوات الدفاع المدني والقطاعات المساندة لها على التراجع عن خط الخطر الذي تنتشر فيه الغازات خصوصاً بعد إخلاء العيص عن بكرة أبيها من ساكنيها، فرضت القوات الأمنية التي دعمت أمس بكتيبة من الحرس الوطني إجراءات أمنية مشددة على مداخل ومخارج العيص لحماية ممتلكات سكانها من أن تطال أيدي العبث أو تتعرض لعمليات سلب ونهب من قبل بعض ضعاف النفوس. من جهة ثانية، خصص مستشفى ينبع النخل العام الجديد لاستقبال حالات الطوارئ في حال حدوث أي نشاط زلزالي أو بركاني في المنطقة. وجهز المستشفى الذي لاتتعدى طاقته الاستيعابية 50 سريراً بكافة الإمكانات الطبية والتقنية. في حين دخلت مستشفيات ينبع الصناعية وبدر حالة من التأهب القصوى للمساندة في تطبيب المصابين من جراء الأنشطة الطبيعية المتوقعة. إلى ذلك، تقرر أن يستقبل مستشفى ينبع العام جميع النازحين الذين تم إيواؤهم في الشقق المفروشة في ينبع برفقة عائلاتهم وأبنائهم وبناتهم، خصوصاً بعد أن وجه مدير القطاع الصحي بينبع الدكتور عبدالرحمن صعيدي إدارة مستشفى ينبع العام والقائمين على كافة المراكز الصحية في ينبع باستقبال جميع أهالي العيص والقرى والهجر التابعة لها وتقديم كافة الخدمات الطبية لهم وتسهيل استقبالهم فوراً واستمرار متابعة الحالات الصحية التي تستوجب الملاحظة الطبية المستمرة. وكان مستشفى ينبع العام استقبل أول من أمس سبع حالات طبية حولت إليه عبر سيارات الإسعاف والهلال الأحمر من مستشفى العيص العام لاستكمال علاجها في ينبع إثر إخلاء العيص تحسباً لإعلان حال الطوارئ في المنطقة. وتنبأ مصدر مطلع في إدارة الدفاع المدني عن هدوء نشاط البركان، نظراً لأن المسافة بين البركان والفوهة وصلت إلى ثمانية كيلو مترات، مشيراً إلى أن البركان سيصبح قريباً من الانفجار في حال بلغت المسافة بينه والفوهة نحو ثلاثة كيلو مترات. وشدد على أن الأوضاع مستقرة حالياً في منطقة المدينةالمنورة ومحافظة العيص.