أقرّ الدكتور عبد الله التطاوي بأن ما يحدث في صالونات ومنتديات الرياض الثقافية والأدبية أفضل كثيرا منه في صالونات القاهرة مشيرا إلى التعددية وأدب الحوار والتنوع والبعد عن الشللية وشبه تلك الصالونات والمنتديات بالجزر الثقافية الرائعة وقال إن هذه المنتديات تستحق دراسة علمية جامعية أكثر عمقا مما صدر عنها من كتب توثيقية. وقال التطاوي في محاضرة قدمها في خميسية الجاسر صباح أمس وسط لفيف من المثقفين السعوديون والمصريين والعرب قبيل مغادرته المملكة بعد انتهاء فترة عمله رئيسا للمكتب الثقافي المصري ومستشارا للبعثة التعليمية في الرياض، إن تجربة الصالونات والمنتديات الأدبية في الرياض تستدعي على الفور الصورة القديمة لما كان عليه الرعيل الأول في دار الحكمة وغيرها من بيوت العلم والأدب ووصف التجربة الثقافية في الرياض من خلال تلك المنتديات بأنها تجربة تمتاز بالتعددية والتنوع في الموضوعات الأدبية والثقافية والاقتصادية والتاريخية وغير ذلك من قضايا العصر. وأضاف: أنها تلتزم أيضا بأدب الحوار واحترام الثوابت والحديث بشفافية في إطار نقد الذات وقال: أثناء عملي في المكتب الثقافي المصري في السفارة المصرية احترت كيف أقدم نشاطا في خضم هذه الكثافة من الصالونات والمنتديات التي غطت كل أيام الأسبوع وأوضح أن دارة العرب أو خميسية حمد الجاسر في صدارة تلك المنتديات وقال إن أثير فيها على وجه الخصوص يعكس روح التحدي أولا من خلال في موعدها الصباحي إضافة لأنها استطاعت أن تخترق جملة من التحديات. وعدد التطاوي بعضا من هذه المنتديات إضافة للخميسية مثل أحدية الرشيد وأحدية راشد المبارك وثلوثية عمر با محسون وغيرها إضافة لما يقدمه أدبي الرياض من تدفق وهاج في المناسبات الرسمية وأسابيعه الثقافية ومنوها في الوقت نفسه بما تقدمه مؤسسة الملك فيصل من ندوات ولقاءات ومطالبا بضرورة التنسيق بينها وقال أنه أمر في غاية الأهمية. وأشار التطاوي إلى الدور المهم للرسالة الإعلامية لهذه المنتديات لنقل ما يحدث فيها لتتحول إلى حوار حقيقي يشارك فيه الإعلاميون وكل يكتب وفق رؤيته دون الحاجة لصوغ بيان إعلامي موحد مطالبا بأهمية البحث في المشترك الإنساني وقال إن المطلب الجاد هو الحوار ونقل ما يدور بيننا في منتدياتنا من حوار وتثاقف للآخر عبر الترجمة والنشر من خلال أية مؤسسة ثقافية لها بعد عالمي أو أسلامي أو عربي مثل رابطة الأدب الإسلامي أو مؤسسة الفكر العربي أو غيرها وقال إن ذلك مطلب ملح لأسباب كثيرة أهمها التعريف بما لدينا من فكر وحضارة وحوار. من جانب آخر دعا التطاوي المؤسسات الثقافية الرسمية إلى التنبه إلى قضية العلم ودعم البحث العلمي وإنتاج العلم وتجاوز الإعجاب بالآخر لتقديم إنتاج عربي ذا جودة من خلال خرائط البحث العلمي والجامعي وقال لا تستطيع المؤسسة الرسمية أن تقدم ثقافة وتعاونا بين ثقافة أي بلدين ما لم تعمل مع المؤسسات الثقافية الخاصة عبر مبدأ ثقافة التطوع والعطاء ويجب أن تقد دورها الثقافي بقدر أكبر من الإيجابية وذلك لزرع جذور ثقافية حقيقية. وطالب بضرورة عمل اتفاقية ثقافية بين جامعتي القاهرة والملك سعود لأجل هذا. وتحدث التطاوي وسط مداخلات مثقفون اتفقت على أن مغادرته المكتب خسارة للثقافة وقال إن المكتب الثقافي المصري أجتهد ليكون شعلة ثقافية في سماء الرياض.