فيما اعتبر المشاركين في ورشة عمل «الانحرافات الفكرية لدى الشباب السعودي» المنعقدة حالياً في جدة لا يمثلون جهات الاختصاص التي يتبعون لها، قلل وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد الدكتور توفيق السديري من جدوى فاعلية إضافة منهج مختص بالأمن الفكري ضمن المقررات الدراسية السعودية. وقال ل«الحياة»: «تشارك وزارة التربية والتعليم في تحقيق الأمن الفكري من خلال المقررات الدراسية كافة، إضافة إلى مشاركتها في هذا الجانب من خلال تنظيم النشاطات اللاصفية»، مشيراً إلى أن ندوات الانحرافات الفكرية التي أقيمت في السابق خرجت بتوصيات لا تزال نتائجها حبيسة الأدراج ولم يستفد منها بالشكل الصحيح، ما يعتبر هدراً للجهد والوقت، محملاً الجهات الحكومية وغير الحكومية المسؤولية الكاملة بسبب غياب التنسيق اللازم. وفي الوقت الذي اعترف فيه الدكتور السديري بوجود خلافات في وجهات النظر بين المشاركين في ورش عمل الانحرافات الفكرية، أشار إلى أنها أمر طبيعي وإيجابي، إذ ستصب في مصلحة الخروج بأفضل التوصيات والنتائج وتطبيقها على أرض الواقع في الشكل الصحيح. وأضاف: «إن المشاركين في ورشة عمل «الانحرافات الفكرية لدى الشباب السعودي» لا يمثلون جهات الاختصاص التي يتبعون لها». مشدداً على أن تكون مشاركة أي شخص في محاضرات أو ندوات بحسب ما يحمله من منهج علمي ورؤى فكرية محددة تختص بموضوع الندوة. إلى ذلك، خرج المشاركون في أعمال ورشة عمل «الخطة الإستراتيجية للتعامل الأمثل مع الانحرافات الفكرية لدى الشباب في المجتمع السعودي»، بصيغة مبدئية لمبادئ أساسية، ورسالة ورؤية وأهداف بعيدة تتطلع لها هذه الإستراتيجية، تتمثل في الالتزام بالكتاب والسنة وفق منهج السلف الصالح، وحفظ الحقوق الشرعية لولاة الأمر، إضافة إلى تبني المنهج الشمولي في التعامل مع الانحرافات الفكرية تحصيناً وتأهيلاً ورعاية، والتمسك بالأخلاق والقيم الإسلامية كالعدل والوسطية والرحمة والإحسان، كما انتهوا إلى ضرورة اعتماد ثقافة الأمن الفكري لدى الشبان (فكراً وممارسة)، وتعزيز الولاء الوطني لكل شرائح المجتمع والحفاظ على وحدة الوطن وأمنه ومكتسباته، والالتزام بالمنهج العلمي في معالجة الانحرافات الفكرية لدى الشبان، وأخيراً الشراكة التكاملية بين الجهات ذات العلاقة بمعالجة الانحرافات الفكرية. وفي ذات السياق، أكد المشاركون أن رسالة هذه الإستراتيجية الفكرية هي «ريادة السعودية إقليمياً وعالمياً في تحقيق الأمن الفكري». وأضافوا أن رؤية الخطة الإستراتيجية هي أن تكون المملكة المرجع والأنموذج الرائد على المستويين الإقليمي والدولي في تحقيق الأمن الفكري في المجتمع عموماً والشبان خصوصاً.