على مسافة أيام قليلة من دخول لبنان في عطلة عيد الميلاد، قابلت تدني درجات الحرارة على الساحل وفوق الجبال، أجواء فرح وحركة تجارية وسياحية. وعلى رغم البرد خرج الكثير من العائلات إلى الأسواق، فيما تولت قوى الأمن الداخلي ووحدات الجيش الحفاظ على سلامة المواطنين وأمنهم في الشوارع والمجمعات التجارية. واكتملت زينة الأعياد وأضواؤها في المدن والقرى والبلدات. وكان جمال المشهد الميلادي في القرى الجبلية فرصة لأبناء القرى لالتقاط الصور التذكارية قبل ذوبان الثلج، بعدما ارتاحت العاصفة، مع انتهاء تأثير المنخفض الجوي «سوزي» مساء أمس. لكن تأثير الكتل الهوائية الباردة يستمر على الحوض الشرقي للمتوسط لليومين المقبلين. وتوقعت مصلحة الأرصاد الجوية في إدارة الطيران المدني أن يكون الطقس اليوم قليل الغيوم مع انخفاض إضافي في درجات الحرارة، محذرة من تكون الجليد على الطرق الجبلية والداخلية خلال الليل، على أن ترتفع درجات الحرارة في شكل طفيف غداً. وتساقطت الثلوج في معظم المرتفعات والمناطق الجردية، فغطت المناطق الجبلية في محافظة عكار (شمال لبنان) ولفحها البرد حيث بلغت درجة الحرارة صباحاً في حلبا التي ترتفع 150 متراً عن سطح البحر أقل من 6 درجات فوق الصفر. وأفيد بأن معظم الطرق الجبلية على ارتفاع 1100 متر وما فوق كانت صباحاً غير سالكة إلا للسيارات المجهزة بسلاسل معدنية. وبسط الثلج رداءه الأبيض في الهرمل فأغلقت بعض الطرق الداخلية حيث بلغت سماكة الثلج حوالى 10 سنتيمرات. وقطع تراكم الثلوج الطرق في الجرد وعزلت بعض القرى والمنازل عن المدينة. وكانت العاصفة اشتدت في ساعات الصباح في بعلبك وتساقطت الثلوج على ارتفاع ألف متر وما فوق، وبلغت سماكة الثلوج سهلاً 5 سنتيمترات، وجبلاً ما بين 10 و20 سنتيمتراً. وترافقت العاصفة مع تدني في درجات الحرارة ورسمت في معابد قلعة بعلبك الأثرية لوحات فنية طبيعية تآخت فيها ألسنة الجليد التي تدلت من نقوش باخوس مع الرداء الأبيض الذي توج أعمدة جوبيتير، ونسج رداء ناصعاً أحاط بالموقع الأثري.