سان خوسيه (تشيلي) - أ ف ب - بعد محنة البقاء على عمق 700 متر تحت الأرض 68 يوماً، خرج بعض عمال منجم سان خوسيه التشيلي ال 33 أشد عزيمة وبعضهم أكثر وهناً، لكن المؤكد أن تجربتهم ستطبعهم الى الأبد وفق علماء النفس. وستكون المتابعة النفسية التي ستوفرها لهم السلطات لستة اشهر تحت رحمة مختلف أنواع التدخلات، سواء من الأقارب أو الإعلام أو شهرتهم الحديثة الزائلة على الأرجح. ويؤكد المحلل النفسي التشيلي انريكي شيا أن «حياتهم السابقة انتهت»، معتبراً أن عمال المنجم سيواجهون تحدياً كبيراً لإعادة التكيف في فترة ما بعد الصدمة «المحفوفة بالأخطار». ويضيف: «عندما تتغير ظروف الحياة، ينبغي إعادة التكيف واكتشاف سلوكيات تساعد «على المواجهة». وتوضح المحللة النفسية مارغاريتا لوبات «يعمد كل من يواجه الموت الى التفكير بوضعه الخاص (...) وبما فعل في حياته وما لم يفعل، وينبغي متابعتهم على هذا المسار كذلك». وتمكن عمال المنجم ال 33 من ادارة محنتهم حتى انقاذهم في شكل مدهش. وكانت عمليات الإنقاذ قد بدأت بحفر نفق وبواسطة «كبسولة» معدة خصيصاً وتتسع لشخص واحدة، مزودة بالأوكسيجين ووسائل الاتصال، في عملية نقل تستغرق 16 دقيقة، عدا التحضيرات المسبقة، فيما تستغرق العملية بمجملها 50 دقيقة. ويبلغ عمر أكبر عمال منجم النحاس والذهب الموجود في صحراء تشيلي، 63 سنة، أما أصغرهم فيبلغ من العمر 18 سنةً. وجاء خروج أول عامل وسط احتفالات بين المتواجدين في المنطقة وغالبيتهم من أهالي العمال والمتعاطفين معهم إلى جانب الرئيس التشيلي سيبستيان بينيرا الذي قال بعد خروج أول عامل: «لقد وعدنا بأن نظل نبحث عنهم إلى أن نجدهم... يمكننا جميعاً أن نفخر بأننا تشيليون». ورصدت احتمالات تعرض العمال الى حروق في العينين مع التعرض لأشعة الشمس ناهيك عن مشاكل جلدية وأوجاع في الاسنان، سيتم متابعتها. ونقل العمال الأوائل الذين أخرجوا الى المستشفى حيث سيخضعون لفحوص طبية دقيقة طوال 48 ساعة. ولن تتخلى الحكومة التشيلية عمن اصبحوا أبطالاً وطنيين، وستقدم لهم متابعة نفسية متخصصة لستة اشهر على الاقل، حيث يمكن ان يمروا بلحظات من الحزن والاكتئاب. خصوصاً أن التوتر التالي للصدمة قد «يستمر اسابيع وشهوراً». وحذر خبراء في «ناسا» أتوا لإسداء النصائح لمنفذي عملية الإنقاذ من «الشهرة التي اكتسبها العمال في البلاد وبالتالي من الضغط الإعلامي والاجتماعي». وقال عالم الاجتماع رينيه ريوس: «ستلاحقهم وسائل الإعلام وسيتلقى بعضهم وابلاً من العروض التلفزيونية وقد يمتهنون ذلك، لكن الأمر لن يدوم اكثر من شهور عدة، فمع حلول آذار (مارس ) المقبل سيصبح الامر ذكرى». وقال العامل الثاني الذي خرج من المنجم ماريو سيبولفيدا: «ارجوكم لا تعاملونا وكأننا فنانين». وأضاف المحلل النفسي انريكي شيا أنهم «سيدركون ان الشهرة محدودة، وأن عليهم استجماع قواهم وبدء مشروع حياة جديدة».