أكد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان ل"الحياة" التزام ادارة باراك أوباما ب"سيادة واستقرار" لبنان، مشيرا أن بلاده "ليست في سوق" مع سورية، وشكك بصدقية هؤلاء الذين يطرحون تساؤلات حول المحكمة الخاصة معتبرا أنهم "نفس الأشخاص الذين عبثوا بالأدلة" اثر وقوع الاغتيال. وقال فيلتمان عشية توجهه في جولة الى المنطقة تشمل فرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر والمغرب، أن "استقرار وسيادة" لبنان هما "بغاية الأهمية" لدى واشنطن، وأن الادارة الأميركية تعمل "عن قصد لخفض الحرارة وحدة التشنج" في لبنان. وفي هذا الاطار استبعد أن تكون زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ترمي لهذا الهدف مشيرا " ان السؤال الذي أساله، هو لماذا الرئيس الايراني ينظم بعض الأنشطة أي مراقب في لبنان يدرك أنها قد تثير تشنجا، نحن عن قصد نقوم بخطوات لخفض الحرارة وخفض التشنج... الرئيس الايراني يقوم بالعكس." وأضاف فيلتمان "ان اجتماعات نجاد الرئاسية هي مسألة تقع ضمن العلاقات الثنائية، انما فيما يخص بخطواته التي تصعد حدة التشنج، فهي أيضا ترفع احتمال النزاع في لبنان" واستردف "أنا لا أعرف اذا كان سيكون هناك نزاع". وقال المسؤول الأميركي " آمل من نجاد أن يستخدم زيارته لشيئ مختلف، ان ايران تلعب برأينا دور مزعزع للاستقرار" فهي " ترسل أسلحة لحزب الله وفي تناقض مع القرارات الدولية تحت البند السابع" كما أنها " دعمت حزب الله حين وجه سلاحه باتجاه الشعب اللبناني (7 أيار 2008) هذه أمور مزعزعة للاستقرار." وقال فيلتمان " آمل أن يأخذ نجاد نهجا مختلفا كرئيس، وينقل سياسة ايران في اتجاه أفضل نحو لبنان الدولة وليس نحو حزب الله كدولة داخل الدولة." وعن الجدل في لبنان حول المحكمة الخاصة بلبنان قال فيلتمان "أعرف أن هناك قلق من البعض حول المحكمة الخاصة بلبنان انما هؤلاء هم نفس الأشخاص الذين وحسبما قرأت وسمعت حين كنت في لبنان لعبوا بالأدلة بعد اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، هم حركوا الموكب وغسلوا السيارات وحاولوا ردم الحفرة أمام فندق سان جورج. هؤلاء هم الأشخاص نفسهم الذين يطرحون أسئلة حول المحكمة، ومن هنا أنا أسال نفسي: أين صدقيتهم ؟". وعن الحوار السوري-الأميركي والمخاوف من أية مقايضة على حساب لبنان، شجب فيلتمان هذه النظرية وقال "لسنا في سوق مع سورية، محادثاتنا تدور حول شعبة كبيرة من القضايا وجزء منها نأمل لحماية لبنان، السوريون قالوا أنهم يريدون علاقة أفضل مع الولاياتالمتحدة ، نحن نريد علاقة أفضل مع سورية انما للوصول لهذه الغاية ...لأجل علاقة أفضل بين سورية والولاياتالمتحدة، على سورية أن تفهم لا يمكن أن تذهب وتحجم مؤسسات الدولة اللبنانية، أوبصراحة أصدقاؤها في لبنان لا يمكن أن يحجمون مؤسسات الدولة." وأضاف "في محادثاتنا مع السوريين ، هم ينقلوا لنا مشكلاتهم من سياساتنا وتوقعاتهم من العلاقة ونحن نفعل بالمثل، هذه فرصة لنا للانخراط مع السوريين حول ما هو مهم بالنسبة لنا في المنطقة واستقرار وسيادة لبنان هم ضمن ذلك." كما أكد فيلتمان في مقابلة مع قناة "العربية"، "نحن لا نقايض على مصالح لبنان... ان دعمنا لاستقراره وسيادته ليس نزوة عابرة ." وأضاف "نحاول دعم سيادة لبنان من دون أن نحدث ضجيجا كبيرا حولها. " وفي انتقاد ضمني للنظام الايراني قال فيلتمان "أتمنى أن يتعلم نجاد من زيارته للبنان قيم الحرية، المجتمع المتعدد،وجذور المؤسسات الديموقراطية والانتخابات" وهي كما نوه " صورة مختلفة تلك التي أوصلت نجاد الى الحكم في ايران." ورفض فيلتمان في حديثه التلفزيوني وضع اللبنانيين بين خياري العدالة (المحكمة) أوالاستقرار مشددا على أن " لبنان يستحق الاثنين"، وأضاف " ليس لدينا معلومات حول المحكمة، يبدو أن حزب الله يريد تسييسها. " وعن أي مخاوف من الاطاحة بالمحكمة، قال " مجلس الأمن أنشأ المحكمة وكما كان هناك قرار منه بذلك يتطلب الغاؤها قرارا أيضا، وأن لا أرى هذا الأمر ممكن." وشدد فيلتمان أن " المحكمة ستنجز عملها ونحن على ثقة باستقلاليتها." وأشار فيلتمان الى أن عدم وجود قناة انخراط مع سورية في 7 أيار (مايو) 2008 "لم تساعد أحدا"، وأن "سورية يمكن أن تكون شريكا فاعلا في السلام. " غير أنه لفت بأن واشنطن أكدت "أن هناك حدود للمدى الذي يمكن أن تتقدم به علاقتنا الثنائية (السورية-الأميركية) اذا رأينا أن السوريين لا يلعبون دورا بناء في لبنان. " واذ رحب باستئناف العلاقات الديبلوماسية بين دمشق وبيروت قال " نحن نسمع بتأن عندما يقول السوريون أن من مصلحتهم الاستقرار في لبنان... الاستقرار من وجهة نظرنا هو ضمن مبدأ عدم التدخل من جيران لبنان بشؤونه الداخلية. "