أنجزت قوى 14 آذار أمس اللائحتين اللتين تدعمهما مع المستقلين في دائرتي بيروت الأولى وكسروان، فيما ينتظر أن تنجز المعارضة تشكيل لائحتها في دائرة زحلة الأحد المقبل، لينصرف جميع الفرقاء الى المرحلة التحضيرية الأخيرة من الحملة الانتخابية، تمهيداً لساعة الحقيقة أمام صناديق الاقتراع بعد 16 يوماً. وسهّل إنجاز الاتفاق على لائحة «14 آذار» في بيروت الأولى بعد أن استمر الخلاف بين القوى الأرمنية المنضوية تحت لوائها وبين «القوات اللبنانية» التي كانت رشحت ريشار قيومجيان للمقعد، إعلان رئيس حزب «القوات» الدكتور سمير جعجع عصر أمس سحب قيومجيان، موضحاً أنه عندما «تصبح العملية أن لبنان كله في خطر... وعندما وجدنا أن هذا (استمرار ترشح قيومجيان والنائب الحالي سيرج طورسركيسيان عن حزب الهنشاك للمقعد نفسه) يشكل خطراً على المعركة ككل فضلنا أن نسحب ترشيح قيومجيان لمصلحة معركة ثورة الأرز». وفيما يتوقع أن تعلن لائحة المستقلين و «14 آذار» في كسروان اليوم، يجري نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن اليوم محادثات مكثفة مع كل من رؤساء الجمهورية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة حول جهود الإدارة الأميركية في ما يخص عملية السلام والدعم الأميركي للبنان لإجراء انتخابات نيابية نزيهة وشفافة. وتردد أن بايدن قد يلتقي قيادات من قوى 14 آذار قبل أن يغادر بيروت في اليوم نفسه. ودعا الرئيس سليمان أمس الى وجوب البدء في المرحلة المقبلة القريبة بوضع قانون جديد للانتخابات (بعد انتخابات 7 حزيران/ يونيو) يلغي الاصطفاف القائم راهناً. ولفت تأكيد سليمان أن «روح اتفاق الطائف هي التي ستحافظ على روح التنوع الموجود في لبنان». وتواصلت التصريحات من قبل قياديين في قوى 14 آذار ضد الانتقادات التي وجهها معارضون للرئيس سليمان، واعتبروا أن الهجوم على رئيس الجمهورية يستهدف المؤسسات. أما قادة المعارضة فواصلوا التأكيد على الثقة بفوزها في الانتخابات ورد بعضهم على انتقادات الأكثرية لخطاب الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله الذي اعتبر فيه أن 7 أيار يوم مجيد. وقال رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري إن الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي سيتخذان التدابير والإجراءات الأمنية المناسبة لضمان حسن سير العملية الانتخابية، وتوفير الأمن للناخبين، ورأى خلال لقائه فاعليات بيروتية أن «أهم شيء هو أن تصوت العاصمة بكثافة في السابع من حزيران المقبل، لإعلاء صوتها وللرد على كل ما تعرضت له منذ 14 شباط (فبراير) 2005 ولغاية 7 حزيران 2009». في موازاة ذلك، قدم لبنان شكوى ضد اسرائيل لدى الاممالمتحدة بسبب نشر الدولة العبرية «شبكات تجسسية على اراضيه»، كما اعلن مكتب رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في بيان. وجاء في البيان ان «لبنان تقدم عبر بعثته الدائمة لدى الاممالمتحدة بشكوى ضد اسرائيل لخرقها السيادة اللبنانية والقرار 1701 عبر نشرها شبكات تجسسية على اراضيه تم الكشف عنها من قبل الاجهزة الامنية والعسكرية اللبنانية». وأعلنت رئاسة الحكومة أنها تبلغت من قيادة «يونيفيل» أن المناورة التي تجريها إسرائيل آخر الشهر الجاري ولأيام عدة «هي تمارين دفاعية لا تنطوي على أهداف عدوانية» بعد أن أثار الجانب اللبناني مع قيادة «يونيفيل» المخاطر العدوانية للمناورة. واضافت ان لبنان «طلب من قيادة يونيفيل العمل على استعادة المواطنين اللبنانيين الذين فروا الى اسرائيل خلال اليومين الماضيين عبر الحدود الدولية الجنوبية». وفي هذا الاطار، واصلت القوى الأمنية اللبنانية توقيفها لمشتبه بهم في التعامل مع إسرائيل فألقى فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي القبض على ز. س. في بلدة شبعا. وذكرت مصادر أمنية أن الهدف من توقيفه الاستعلام منه عن بعض التفاصيل وأن لا معطيات واضحة عما إذا كان متورطاً في التجسس حتى عصر أمس. وفي باريس، التقى مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان مسؤولين في الخارجية الفرنسية لبحث الوضع في لبنان والمنطقة. وقالت مصادر فرنسية ان الإدارة الأميركية تشاطر باريس الرأي في مسألة وجود خطوط حمر تتعلق بالبيان الحكومي الذي يصدر عن حكومة ما بعد الانتخابات في لبنان وينبغي أن يلتزم القرارات الدولية والمحكمة الدولية، لكن فيلتمان قال إن الانتصار المحتمل ل 8 آذار في الانتخابات ستكون له نتائج بالنسبة الى السياسة الأميركية من دون أن يعطي تفاصيل.