اعتبر رئيس الحكومة سعد الحريري أنّ «ملف المصالحات حاز منذ بدء مسيرة عودة المهجّرين موقعاً استثنائياً بين كل الملفات الاجتماعيّة والإنسانيّة والإعماريّة المتعلّقة بتحقيق العودة وإنجازها». وذكّرالحريري، خلال رعايته في السراي الحكومية توقيع اتفاقيّة المصالحة والعودة في بلدات عبيه والبنّيه وعين درافيل في الشحّار الغربي، بأنّه «كان للرئيس الشهيد رفيق الحريري الحرص والعناية والاهتمام مع وليد بك (جنبلاط) وغبطة البطريرك (نصرالله) صفير وكل الحكومات المتعاقبة ومجلس النوّاب، وهذا الاهتمام لا يزال قائماً كمدخل لإحلال جوّ التسامح والتآخي الذي توافق الجميع على صونه وترسيخه بدءاً باتفاق الطائف ومروراً بالمدماك الأوّل في بنيان عودة المهجّرين وما تبعه من خطوات جبّارة على هذا الصعيد نستكملها اليوم مع السعي الى تأمين الاعتمادات اللازمة لها كما ورد وتوافقنا عليه في البيان الوزاري كأولويّة من أولويّات الناس وكي لا يبقى أي مهجّر خارج أرضه وملكه». وأعلن الحريري أنّ «التجارب المرّة الماضية علّمتنا أن نشدّد في كل مناسبة على تعزيز مسيرة السلم الأهلي بهدوء وتلاقٍ وحوار، التي هي وحدها تحمي الوطن وتصون مؤسّساته وتعطي المواطن الطمأنينة والإستقرار»، معرباً عن أمله بإقفال «هذا الملف الوطني لتعود قرانا وبلداتنا إلى سابق عهدها من الإزدهار والنشاط، مع الوعد بأن نقيم ورشة وطنيّة للإنماء في المناطق كافة تساعد على تنشيط الدورة الاقتصاديّة وتحدّ من النزوح والهجرة». وأكد وزير المهجّرين أكرم شهيّب أنّه «يتم اليوم إنجاز آخر فصول المصالحة في منطقة عاليه»، مضيفاً: «كنا بالأمس القريب مهدنا الطريق لمصالحة بريح - الشوف عبر بروتوكول وقّعناه في بيت الدين برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وتبقى المصالحة في كفرسلوان - قضاء بعبدا التي نأمل بإنجازها في أقرب وقت، مستفيدين من احتضان الرئيس سليمان والرئيس الحريري ورئيس اللقاء الديموقراطي وليد بك جنبلاط والقيادات السياسيّة الحريصة». وتوجه شهيّب الى الحريري قائلاً: «الحوار طريقنا، والعيش المشترك قدرنا، وبناء الدولة قرارنا، والمصالحة تكرست في الجبل بالزيارة التاريخيّة لغبطة البطريرك صفير عام 2001، ومعكم يا دولة الرئيس ومع فخامة الرئيس ومع أهلنا في الجبل نطوي آخر صفحات الحرب وتكريس العودة وتحصينها من أجل المستقبل».