الأقوال والحكم لا تقال عبثاً وإنما هي نابعة عن تجربةن ولذا فعندما نستمع إلى المقولة المشهورة «أن الثورة يفجرها مناضل ويدفع ثمنها الشرفاء ويجني ثمارها الجبناء» نتذكر حالنا ومأساتنا نحن هناأهل فلسطين. فالواقع يدل على أننا نعيش هذا القول واقعاً ملموساً وهذا لا يخفى على احد من أبناء شعبنا سوى أولئك الذين ينعمون بثمار أو قل بدماء وجرحى المعذبين من الشعب. نعم فعلى سبيل المثال لو نظرنا إلى واقع الحال عندنا لوجدنا أناساً لا يجدون لقمة عيشهم يصطفون في طوابير طويلة من اجل «كبونه» لا تسمن ولا تغني من جوع هؤلاء هم أنفسهم من كان بالأمس يقود الانتفاضة ويحرض على الإضراب والعصيان ضد الاحتلال هم أنفسهم من ترك العمل داخل فلسطينالمحتلة وهو الذي كان يجلب لهم المال الكثير لأنهم ثوار يرفضون العمل عند المحتل وفي المقابل ينعم بالثروة والمال الكثير أولئك الذين كانوا يعيشون بعيدا عن الوطن بحجة التعليم أو العمل لجني أموال في الخليج أولئك الذين كانوا يعيشون مع أبنائهم على موائد السفراء باسم الوطن ولا زالوا يسرقون الوطن هؤلاء هم أنفسهم اليوم يعيشون على جراح شعبنا وعلى الانقسام بل هم الذين سعوا من اجل الوصول إلى هذه الحال من الضياع للقضية وللحقوق والثوابت. ولا استثني أحداً سواء من المتنفذين في الضفة او في غزة المنكوبة فجميعهم شريك في المأساة وجميعهم ينامون وعيونهم يقظة على الثروات التي جنوها وما زالوا باسم الوطن تارة أو باسم المقاومة تارة أخرى. هذه هي حالنا، ولهذا فان هؤلاء لا يعنيهم الوطن ولا الشعب ولا تعنيهم القدس فكل هذه المصطلحات تعني لهم شيئاً واحداً هو الطريق لتحقيق المكاسب الشخصية، فقادة الضفة لا ينامون لان هناك لا زال بعض المناضلين الذين يقاومون الاحتلال وهؤلاء بالطبع سيغضبون الاحتلال وغضب الاحتلال يعني قطع الأموال عن جناة الثمار لهذا فالمطلوب قطع رأس كل من يفكر بالمقاومة. أما قادة غزة فالآخرون لا ينامون، لا ليقاموا الاحتلال «لا سمح الله» وإنما ليمنعوا الصواريخ لأنها ستكون سبباً مباشرا في إقدام إسرائيل على ضرب كراسيهم في غزه فتذهب الأموال وتتوقف عجلة جنيها من الشعب المغلوب على أمره.