رفعت المصارف المركزية في دول مجلس التعاون الخليجي اليوم (الخميس)، أسعار الفائدة الرئيسة بمقدار 25 نقطة أساس، وذلك بعد وقت قصير من قرار «مجلس الاحتياطي الاتحادي» (المركزي الأميركي) رفع سعر فائدة الأموال الاتحادية القياسي 25 نقطة أساس إلى نطاق بين 0.50 و0.75 في المئة. وفيما كان قرار «المركزي الأميركي» إيجابياً على الدولار الذي ترتبط به عملات الدول الخليجية، إذ صعد مؤشره - الذي يقيس قيمة العملة الأميركية أمام سلة من ست عملات رئيسة - 1.00 في المئة إلى 102.080، كان وقعه غير جيد على الأسهم والنفط والذهب. مكاسب قوية وقالت لجنة السياسة النقدية في «المركزي الأميركي» في بيان: «من منظور يراعي الأوضاع الحالية والمتوقعة لسوق العمل والتضخم... قررت اللجنة رفع النطاق المستهدف». وأضافت: «حققت الوظائف مكاسب قوية في الأشهر الماضية وتراجع معدل البطالة». وارتفع متوسط توقعات «المركزي» لرفع الفائدة إلى ثلاث زيادات، كل منها بمقدار ربع نقطة مئوية في العام 2017، من زيادتين في أيلول (سبتمبر) الماضي. ومن المتوقع أن تعقب ذلك ثلاث زيادات أخرى في العامين 2018 و2019 حتى تستقر الفائدة عند مستوى «طبيعي» على المدى البعيد عند 3 في المئة. دول الخليج وبعد نحو نصف ساعة من قرار «المركزي الأميركي»، أعلنت «مؤسسة النقد العربي السعودي» (البنك المركزي) رفع معدل اتفاقات إعادة الشراء المعاكس (الريبو العكسي) بمقدار 25 نقطة أساس إلى 0.75 في المئة، بينما أبقت سعر فائدة إعادة الشراء (الريبو) بلا تغيير. ورفعت مصارف الكويت والإمارات وقطر والبحرين المركزية سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. وقال مصرف قطر المركزي أنه رفع سعر الفائدة على الإقراض لليلة واحدة إلى 4.75 في المئة، وسعر الفائدة على الإيداع لليلة واحدة إلى واحد في المئة، موضحاً أنه قرر تعديل أجل الاستحقاق لسعر إعادة شراء أدوات الدين العام إلى سبعة أيام من 14 يوماً وتغيير السعر إلى 2.25 في المئة. النفط وهبطت أسعار النفط بأكثر من ثلاثة في المئة مع صعود الدولار، بعد رفع أسعار الفائدة الأميركية وقفزة في مخزونات الخام في أكبر مركز لتخزين النفط في الولاياتالمتحدة، وهو ما جدّد المخاوف من تخمة في المعروض. وتراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج «برنت» 1.82 دولار أو 3.27 في المئة، لتبلغ عند التسوية 53.90 دولار للبرميل بعدما هبطت عند أدنى مستوى لها في الجلسة إلى 53.80 دولار. وانخفض الخام الأميركي 1.94 دولار أو 3.66 في المئة ليبلغ عند التسوية 51.04 دولار للبرميل، بعدما سجل أثناء الجلسة مستوى أكثر انخفاضاً عند 50.92 دولار. الذهب كذلك، هبط الذهب إلى أدنى مستوى في أكثر من عشرة أشهر متأثراً برفع أسعار الفائدة الأميركية، إذ من شأنها أن تزيد التكلفة المحتملة للاحتفاظ بالذهب الذي لا يدر عائداً، وتؤثر عادةً في المعدن الأصفر، لكن الأسواق كانت أخذت في اعتبارها بالفعل زيادة للفائدة في كانون الأول (ديسمبر) الجاري. وهبط سعر الذهب في المعاملات الفورية 1.27 في المئة إلى 1143.31 دولار للأوقية (الأونصة) في نهاية جلسة التداول في السوق الأميركي، وهو أدنى مستوى منذ الخامس من شباط (فبراير) الماضي. ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، انخفض سعر الفضة في المعاملات الفورية 0.63 في المئة الى 16.80 دولار للأوقية، بينما تراجع البلاتين 0.69 في المئة إلى 925.80 دولار للأوقية، وهبط البلاديوم 0.73 في المئة إلى 723.70 دولار للأوقية. كذلك، هبطت الأسهم الأميركية بعد رفع أسعار الفائدة، وأنهى مؤشر «داو جونز» الصناعي جلسة التداول في بورصة «وول ستريت» منخفضاً 118.68 نقطة أو ما يعادل 0.6 في المئة إلى 19792.53 نقطة، في حين هبط مؤشر «ستاندرد آند بورز500» الأوسع نطاقاً 18.44 نقطة أو 0.81 في المئة ليغلق عند 2253.28 نقطة، مسجلاً أكبر هبوط من حيث النسبة المئوية منذ الحادي عشر من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وأغلق مؤشر «ناسداك» المجمع الذي تغلب عليه أسهم التقنيات، منخفضاً 27.16 نقطة أو 0.5 في المئة إلى 5436.67 نقطة.