أعلن مسؤول أمني رفيع المستوى تشكيل «خلية استخباراتية» هدفها تعقب «والي» ديالى الذي عينه تنظيم «القاعدة» سامي الدايني، فيما انتقد مسؤولو الصحوات في المحافظة المضطربة أمنياً، «إهمال الحكومة لحقوق الشهداء» ممن قضوا في المواجهات مع مسلحي «القاعدة». وقال المسؤول الأمني ل «الحياة» إن أجهزة الأمن في ديالى «شكلت خلية مهمتها تتبع الخيوط عن الدايني وتحركاته، وجمع أدلة تؤكد وجوده في ديالى». وأشار إلى أن هذه الخلية «تضم خبراء في مكافحة الإرهاب، وتعمل على أكثر من مستوى بمهنية ودقة عاليتين». إلى ذلك، قال القيادي في صحوات ديالى خالد محمد ناجي ل «الحياة» إن «ملف الصحوات يشهد تراجعاً مستمراً في ما يتعلق بالدعم المالي والمعنوي، خصوصاً رواتب ذوي الشهداء، في وقت لم يعوض جرحى التنظيم والمعوقين». ودعا الحكومة الاتحادية إلى «النظر بجدية في تعويض المنازل التي تم استهدافها أخيراً وتخصيص رواتب تقاعد لجرحى الصحوات». وكانت القوات الحكومية تسلمت الملف الأمني في ديالى على رغم بقاء ثلاثة آلاف جندي أميركي في المحافظة، ونقلت مهمات أربعة آلاف منتسب إلى الصحوات إلى الشرطة والجيش. ويشكك سلمان محمد سعيد الذي يرابط في نقطة أمنية وسط بعقوبة في وعود السلطات بضم مئات المقاتلين إلى الأجهزة الأمنية. وقال ل «الحياة» إن «القيادات الأمنية تتهرب من تنفيذ مطالب إلحاقنا بالأجهزة... والتردي الأمني بدأ يعود إلى غالبية مناطق ديالى وأحيائها بسبب التوترات الأخيرة، خصوصاً مع استمرار الاعتقالات السياسية ضد قيادات الصحوة». ويشير سمير خليل علوان، وهو قائد مجموعة في «صحوة بعقوبة»، إلى أن عدد قتلى الصحوات في ديالى «بلغ 352 شهيداً منذ تأسيسها، ولا تزال السلطات المختصة تغض النظر عن حقوقهم». وكانت القوات الأميركية أعلنت دعمها ست مجموعات مسلحة قررت الانشقاق عن «القاعدة» في مقابل مشاركتها في «الحرب على الإرهاب». ويعود معظم الاستقرار الأمني الذي شهدته المدينة قبل عام إلى الصحوات التي بات قادتها وعناصرها أهدافاً لتنظيم «القاعدة» الذي أصدر فتاوى بإباحة دمائهم وممتلكاتهم، تسببت في مقتل أكثر من 25 قيادياً ومتطوعاً، في حين أسفرت حملة الاعتقالات التي تنفذها الأجهزة الامنية عن حبس 72 عضواً، بينهم مسؤولون. ويتقاضى مقاتلو الصحوات رواتب تتراوح بين 300 و500 دولار، في حين خصصت وزارة الدفاع مبلغ 300 دولار لكل متطوعة في فصيل «بنات العراق»، إلا ان التذمر من عدم انتظام الرواتب دفع كثيرين من المتطوعين إلى العمل في مهن أخرى، ودفع بآخرين إلى العودة إلى صفوف «القاعدة».