رحب مسؤولون سياسيون وعسكريون إيرانيون الأربعاء ب «تحرير» حلب كبرى مدن شمال سورية، في حين استأنف الجيش النظامي السوري غاراته على مقاتلي المعارضة الذين لا يزالون فيها. وأجرى وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان اتصالاً هاتفياً بنظيره السوري العماد فهد جاسم الفريج و «هنأه بالانتصارات الأخيرة للجيش السوري والمقاومة الشعبية السورية في تحرير مدينة حلب وتطهيرها من لوث الإرهابيين التكفيريين»، كما ذكر التلفزيون الرسمي. وتدعم إيران نظام بشار الأسد سياسياً ومالياً وعسكرياً وترسل الى سورية مستشارين عسكريين و «متطوعين» وعناصر ميليشيات من أفغانستان والعراق وباكستان يقاتلون الى جانب الجيش النظامي السورية. وقال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني خلال كلمته في اجتماع البرلمان أن «الانتصارات التي يحققها أبناء المنطقة أرغمت العملاء الإرهابيين على التراجع المستمر حتى يتم تطهر مدنة حلب السورة المهمة من وجودهم»، معرباً «عن أمله بتحرر مدينة الموصل قريباً» من أيدي تنظيم «داعش». وفي طهران، نشرت يافطات كتب عليها «النضال ضد الولاياتالمتحدة جاء بنتيجة. تم تحرير حلب» وكانت تحمل توقيع الحرس الثوري الإيراني وبلدية طهران. وأكد اللواء يحيى صفوي المستشار العسكري للمرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي، والقائد السابق للحرس الثوري أن «إيران هي القوة الأولى في المنطقة». وقال: «سمح التحالف بين إيرانوروسيا و (النظام) السوري وحزب الله (اللبناني) بتحرير حلب وسيحرر الموصل قريباً»، مضيفاً: «هذا التحالف يحقق انتصارات، ما سيعزز الثقل السياسي للجمهورية الإسلامية في المنطقة». وأضاف: «على الرئيس الأميركي المنتخب (دونالد ترامب) أن يقر بهذا الواقع بأن إيران هي القوة الأولى في المنطقة». ... ودعوات في البرلمان الأوروبي لإغاثة المدنيين ستراسبورغ (فرنسا) - أ ف ب - تكثفت الدعوات في البرلمان الأوروبي الأربعاء في ستراسبورغ لمساعدة سكان حلب الذين يتعرضون للقصف، عشية قمة بين قادة الاتحاد الأوروبي. وقال منفريد ويبر زعيم حزب الشعب الأوروبي (يمين)، الكتلة الرئيسية في البرلمان الأوروبي، إن «مئات آلاف الأشخاص يعيشون الجحيم على الأرض». وضم رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر صوته إلى النداءات من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية. وقال يونكر: «أدعو أطراف النزاع للنظر عبر ضباب الحرب ولو لوقت وجيز، ما يكفي أقله لتذكر إنسانيتها وتسمح للمدنيين والنساء والأطفال بمغادرة (...) المدينة بأمان». وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني وجهت الثلثاء الدعوة ذاتها في البرلمان الأوروبي. وقالت: «أضم صوتي إلى صوت الأمين العام للأمم المتحدة الذي أكد على واجب جميع الأطراف على الأرض حماية المدنيين واحترام القانون الدولي حول حقوق الإنسان». وأضافت: «سيحاسب كل من يرتكب جرائم حرب». ودعا عدد من البرلمانيين رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ موقف واضح الخميس بعد القمة التي تعقد في بروكسيل. وقال ويبر: «من الواضح بنظر حزب الشعب الأوروبي أن سياسة التهدئة حيال روسيا لا يمكن أن تكون مقاربة. روسيا لطخت يديها بالدماء». من جهته، قال جاني بيتيلا باسم الاشتراكيين: «إذا لم يتخذ المجلس قرارات، فغياب القرارات هذا ينعكس سلباً على حياة الأفراد». برلين وقال المتحدث باسم الحكومة الالمانية شتيفان زايبرت، إن روسيا تتحمل جانباً من المسؤولية عن تدمير شرق مدينة حلب السورية، وإن خيار فرض العقوبات عليها لا يزال مطروحاً، لكن الأولوية القصوى تنصب على مساعدة المدنيين في المدينة. وأضاف: «نعرف أن هذا الدمار الوحشي لشرق حلب لم يكن ممكناً من دون الدعم العسكري الهائل من روسيا.. روسيا لم تمنع الجرائم التي ارتكبت خلال الأيام القليلة الماضية على رغم أنه كان في استطاعتها عمل ذلك». وأضاف أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تحدثت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلثاء ودعت لوقف فوري لإطلاق النار.