استكملت الأمانة العامة لقوى 14 آذار التحضير لاجتماع مركزي موسع تشارك فيه القيادات الرئيسة فيها والمنتمون إليها من الشخصيات المستقلة، يرجح أن يعقد مطلع الأسبوع المقبل، وتحديداً بعد أن يكون «حزب الله» اختتم المهرجانات التي خصصها لأمينه العام السيد حسن نصر الله ويتناول فيها مواقف الحزب من التطورات الراهنة في المنطقة والانتخابات النيابية وآخرها الاثنين المقبل لمناسبة الذكرى التاسعة لتحرير الجنوب في 25 أيار (مايو) عام 2000. واعتبرت مصادر في الأمانة العامة لقوى 14 آذار أن هناك ضرورة لعقد اجتماعها المركزي بعد أن يكون «حزب الله» أفرغ ما في جعبته من مواقف باعتبار أن اجتماعها سيتطرق الى ما قاله نصر الله، خصوصاً بالنسبة الى الشق الداخلي لما له من ارتباط وثيق بالتحضيرات الجارية لخوض الانتخابات النيابية في 7 حزيران (يونيو) المقبل. ولفتت المصادر عينها الى أن لم يعد من مشكلة عالقة لدى قيادات 14 آذار تتعلق بحل العقد الانتخابية التي كانت السبب وراء تأخير استكمال اللوائح الانتخابية، خصوصاً في بيروت الأولى (الأشرفية) وكسروان. وقالت إن المشاورات بين قياداتها الرئيسة أنتجت توافقاً أدى الى حل كل المشكلات الانتخابية. وأكدت أن التواصل بين رئيس تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أفضى الى حل عقدة المرشح عن الأرمن الكاثوليك في بيروت الأولى لمصلحة النائب سيرج طور سركيسيان في ضوء استعداد «القوات» لسحب مرشحها ريتشارد قيومجيان( وهذا ما اعلنه جعجع امس). مشيرة أيضاً الى أن لقاءات القيادات المسيحية في «14 آذار» مع المرشحين المستقلين في كسروان أفسحت المجال أمام تشكيل لائحة مشتركة يفترض أن تعلن في الساعات المقبلة وتضم فارس بويز وفريد هيكل الخازن ومنصور غانم البون وعميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس إده ومرشح حزب الكتائب سجعان القزي. وأوضحت المصادر عينها أن أركان لائحة كسروان المنافسة للائحة رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون، تفاهموا على العناوين الرئيسة للبرنامج السياسي الانتخابي الذي ينطلق من تأييد خطاب القسم لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والتمسك بالثوابت المعلنة من الكنيسة المارونية من خلال البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير. ورأت أن التفاهم على البرنامج السياسي – الانتخابي عبر التركيز على القواسم المشتركة يقطع الطريق على الدخول في تفاصيل سياسية أخرى يمكن أن تشكل نقطة اختلاف بين المرشحين المستقلين والآخرين المنتمين الى «14 آذار». كما كشفت المصادر عن تفاهم أركان اللائحة في كسروان على مجموعة من التدابير الخاصة بآلية عمل الماكينة الانتخابية وأبرزها الإصرار على رفع الأعلام اللبنانية أثناء اللقاءات الانتخابية التي تعقدها اللائحة وعدم السماح برفع الأعلام الحزبية أو إطلاق الهتافات الحزبية. وبالنسبة الى الاجتماع المركزي لقوى 14 آذار علمت «الحياة» ان القيادات تدرس الدعوة الى لقاء موسع سيشارك فيه جميع المنتمين إليها وهذا يشمل المرشحين المنفردين من خارج لوائح الأكثرية وتحديداً غطاس خوري في الشوف والنائب مصباح الأحدب في طرابلس. لكن الدعوة لمثل هذا الاجتماع تحول دون تحويله الى لقاء انتخابي موسع لجميع المرشحين على لوائح 14 آذار وبالتالي حصره في إصدار بيان سياسي عام. إلا أن المصادر سألت: «هل يمكن دعوة خوري والأحدب الى حضور مهرجان يشارك فيه أركان اللوائح الانتخابية من حزبيين ومستقلين طالما أنهما يصران على خوض الانتخابات؟». واعتبرت أن قيادات 14 آذار لم تقطع الأمل من مسعاها لإقناع خوري بالعزوف عن خوض الانتخابات بخلاف الأحدب، إنما بشرط إيجاد مخرج لائق للأول على قاعدة أن ترشحه حق شرعي باعتباره من مؤسسي «14 آذار»، لكن من غير الجائز الدخول في مواجهة مع الحريري ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط، بذريعة أن حقه في التأسيس لوضعية سياسية في الشوف يتعارض مع الاختلاف معهما. وأكدت أن الإعداد لمخرج لائق في شأن حسم مسألة ترشح خوري يمكن أن يفتح الباب أمام إقناعه بالعدول عن خوض الانتخابات، وإلا فإن دعوته الى حضور مهرجان ذي طابع انتخابي يمكن أن تترك تفاعلات سياسية وانتخابية ليس وقتها الآن. الى ذلك، يتردد في جبيل حالياً أن هناك إمكانية أمام إعادة خلط الأوراق الانتخابية فيها لجهة التفاهم على لائحة مشتركة مدعومة من 14 آذار والمستقلين على غرار ما تم التوصل إليه في كسروان باعتبار أن توزع خصوم «التيار الوطني الحر» على لائحتين سيوفر الحظوظ للأخير للفوز على منافسيه. ومع أن مصادر مقربة من النائب السابق ناظم خوري ترفض التعليق على ما يتردد في هذا الشأن، فإن مصادر مقربة من النائب السابق فارس سعيد تؤكد أنه توارد إليها وجود نية لإعادة خلط الأوراق باتجاه تشكيل لائحة موحدة لكن سعيد لم يتبلغ أي موقف مباشر في هذا الخصوص.