شدّد وزير التجارة والصناعة عبدالله زينل على أهمية بناء رأسمال البشري في المستقبل، على اعتبار أنه أساس لبناء أي دولة قوية، موضحاً أن السعودية تركز اليوم في كامل خططها المستقبلية على بناء رأسمال البشري المبني على المعرفة، حتى يتم بناء مجتمع جديد واقتصادي متنامي الأطراف. وقال زينل خلال افتتاحه لأول ندوة عالمية على مستوى الشرق الأوسط والعالم بعنوان «التسويق الاستراتيجي 3»، التي نظمتها كلية دار الحكمة في جدة أمس، إن نجاح مشروع رأسمال البشري لن يحقق أهدافه المنشودة إلا بتنمية وتحفيز التعاملات المبنية على القيم والأسس والمبادئ وأخلاقيات العمل في جميع المؤسسات والقطاعات الاقتصادية. وأضاف: «السعودية بدلاً من أن تصبح دولة تنتج البنزين للعالم ستتحول إلى مصدر ومقر للتميز والإبداع والمعرفة في المستقبل»، لافتاً إلى أن المملكة لا يزال أمامها الكثير من اجل تحقيق الأهداف المنشودة. وأشار وزير التجارة خلال افتتاحه الندوة، بحضور البروفيسور فليب كوتلر رائد علم التسويق، الذي اختار السعودية لإطلاق نظريته الجديدة «التسويق 3»، إلى أن الاقتصاد العالمي يواجه الكثير من التحديات التي تتطلب المزيد من الجهود من أجل التغلب عليها في الفترة المقبلة. وتابع: «هناك الكثير من الأسباب التي أسهمت في حدوث الأزمة المالية الاقتصادية التي ما زالت دولاً عظمى تعاني من تداعياتها إلى الآن». مشيراً إلى أن السعودية لم تتأثر بالأزمة العالمية على اعتبار أن أساس التعامل كان مبيناً على الأسس الشرعية الإسلامية. واعتبر أن أبرز العقبات التي تواجه قطاع الأعمال في الوقت الحالي تتمثل في بناء الثقة بين المتعاملين. معتبراً أن بناء الأمانة في التعامل سيؤدي إلى وجود بناء الثقة والرقي في التعاملات الاقتصادية. من جهته، أكد رائد علم التسويق الاستراتيجي فيلب كوتلر، صاحب نظرية «التسويق 3»، إن الأزمة المالية العالمية أثرت في العالم بالكامل، وقال: «السعودية قوة اقتصادية كبرى في المنطقة واستطاعت إلى حد كبير مواجهة الأزمة والتقليل من تداعياتها الكبيرة». مشيراً إلى أن الشركات في المنطقة تتطلع إلى اعتماد استراتيجيات وآليات جديدة لمساعدتها في التعافي من الأزمة، من خلال توضيح ومناقشة وتعلم آليات تسويق جديدة. وكان كوتلر وقع اتفاقاً مع كلية دار الحكمة لتكون شريكاً استراتيجياً وحيداً لها، ولتصبح أول كلية سعودية على مستوى منطقة الشرق الأوسط تقوم بتوقيع هذه الاتفاق. وحول اختياره السعودية لإطلاق نظريته، قال إن السبب «يعود إلى أن السعودية تنطلق من مبادئ أخلاقية في جميع تعاملاتها، ما أحدث لديها ثباتاً كبيراً أثناء الأزمة العالمية التي عصفت بدول عالمية كبرى». من جانبها، كشفت عميدة كلية دار الحكمة للبنات في جدة الدكتورة سهير القرشي ل«الحياة»: «إننا نجري دراسات لثلاث شخصيات مميزة وكبيرة في البلد لنرشح بعد ذلك واحدة منهن لمنصب رئاسة المركز، وسنعمل على أن يكون مركزاً كبيراً لخدمة المرأة في المملكة، إذ ستكون هناك بحوث و خدمات استشارية و مساعدة لسيدات الأعمال حديثي العمل في هذا المجال، وسنتيح من خلال المركز فرص للسيدات لحضور المؤتمرات الدولية المهمة».