بينما يعتبر معظم المتقدمين لشغل وظيفة حارس أمن (سكيوريتي) في السعودية ممن فشلوا في الحصول على وظيفة أخرى، أو ممن لا يحملون أي مؤهل علمي أو مهني للعمل في وظيفة أخرى، تعتبر وظيفة حارس أمن في معظم الدول الأوروبية من الوظائف الجيدةوعلى عكس ما هو عليه الأمر في السعودية، فكثيرون تقدموا لشغل وظيفة حارس أمن في بلجيكا ولم ينجحوا في الحصول على الوظيفة. وعن سر الإقبال على مهنة حارس أمن على رغم أن دلالة المسمى الوظيفي لها يوحي بكونها عملاً شاقاً، اعتبر المسؤول في مؤسسة «في دي بي» للتوظيف فان هويس أن راتب حارس الأمن عامل الجذب الأهم لهذه الوظيفة، يليه التأمين الشامل. ويقول في حديث ل«الحياة»: «تتراوح رواتب حراس الأمن في بلجيكا ممن يعملون بدوام كامل بين 1500 و2000 يورو، بعد حسم ضريبة الدخل (بين 8 آلاف و11 ألف ريال شهرياً)، وهو راتب جيد يفوق الحد الأدنى للأجور المحددة بنحو 1200 يورو». ويضيف: «كما يعتبر التأمين ضد الأخطار والتأمين الطبي، إضافة إلى التأمين على الحياة عامل جذب ثانٍ في غاية الأهمية. أما وصفه بالعمل الشاق، فقد يكون الأمر كذلك إذا قصد التركيز المطلوب في العمل». ويتابع: «باستثناء ذلك، فهي كبقية الوظائف يعمل من يزاولها بدوام كامل لمدة ثماني ساعات في اليوم، ويحصل على اجازة يومين في الأسبوع». وعن أبرز الجهات التي تقوم بتوظيف حراس الأمن، وما إذا كان نظام المراقبة الإلكتروني الذي تفرضه السلطات على المراكز التجارية وغيرها قلل من الاعتماد على حراس أمن، يشير هويس إلى أن الفنادق والبنوك والشركات الكبرى وبعض المراكز التجارية هي الأكثر طلباً لحراس الأمن، مؤكداً أن المراقبة الأمنية الإلكترونية لم تؤثر في مستقبل مهنة حارس الأمن. وزاد: «خير دليل على ذلك أن ظاهرة جديدة انتشرت أخيراً وهي حراس أمن الأحياء، ويتعلق الأمر ببعض الأحياء التي يقطنها الأثرياء الذين يلجأون إلى الشركات الأمنية لتوظيف حارس أمن في حيهم، إضافة إلى ارتفاع عدد شركات الأمن الخاصة، التي توفر إلى جانب حراس الأمن العاديين مرافقين أمنيين». وأكد هويس أن قلة ممن يتم توظيفهم للعمل كحارس أمن يتم الاكتفاء بإخضاعهم لفحوصات طبية مع شرح عن طبيعة عملهم، إذ تقوم غالبية الشركات الأمنية بإخضاع موظفيها الجدد إلى دورات تدريبية في مجال الحراسة الأمنية، حتى وإن كان الأمر يتعلق بحارس أمن سيباشر مهامه في احدى الأسواق». وعن الشروط التي يجب توافرها في حارس الأمن من أجل ضمان حصوله على الوظيفة قال: «تختلف الشروط باختلاف الجهة التي سيباشر فيها عمله، وبينما يمكن القول ان بعض الجهات تقتصر شروطها على الجدية في العمل فقط، تشترط جهات أخرى وجود الحس الأمني، ومستوى معقول من التعليم، إضافة إلى الفطنة وإجادة أكثر من لغة»، وأضاف: «بينما يعتبر أيضاً خلو الصحيفة الجنائية للمتقدم من أي سوابق شرطاً موحداً لشغل وظيفة السكيوريتي، تركز بعض الجهاز على القوة الجسمانية للمرشحين». ولم يصدق حارس الأمن الاسباني خوسي روي الذي قدم إلى بلجيكا بعد الأزمة الاقتصادية العالمية والتي أكلت الأخضر واليابس في بلاده بحسب قوله، أن حراس الأمن في السعودية تنطلق رواتبهم من 1200 ريال، خصوصاً وأنه خلال عمله مرافقاً أمنياً في اسبانيا، رافق عدداً كبيراً من أثرياء الخليج خلال زيارتهم إلى اسبانيا، ومن بينهم رجال أعمال سعوديون كان بعضهم يمنحه بحسب قوله بقشيشاً يومياً يصل إلى 1200 ريال. وعلى رغم أن دخله الشهري كحارس أمن يتجاوز 15 ألف ريال (3 آلاف يورو)، إلا أن البلجيكي من أصل تونسي سعيد تاقي يطمح إلى أكثر من ذلك، إذ قال: «لا أنكر أن دخلي الحالي يعتبر جيداً، إذ اتقاضى من عملي الرئيسي نحو 2000 يورو، إضافة إلى نحو 1000 في عمل إضافي لمدة 16 ساعة أسبوعياً، إلا أنني بعد ما اكتسبته من خبرة في مجالي، أسعى إلى العمل كمرافق أمني، بينما يعتبر الوصول إلى منصب مدير أمن في فندق فخم أو في مؤسسة كبرى، حلماً مؤجلاً وصعباً في الوقت نفسه، إذ تمنح الأولوية بالنسبة لهذا المنصب لأفراد وضباط الشرطة المتقاعدين».