تترقب عدسات المصورين السعوديين حلول التاسعة من مساء غد (الثلثاء)، لالتقاط أجمل الصور للقمر الذي سيظهر زائداً عن حجمه بنسبة 14 في المئة، في ظاهرة يشهدها كوكب الأرض للمرة الثالثة والأخيرة هذا العام، بحسب فلكيين، ويطلق عليها «القمر العملاق» أو «بدر البدور»، وتحدث الظاهرة حين يقترب القمر من الأرض بمسافة تقدر ب351 ألف كيلومتر. وذكرت الجمعية الفلكية في جدة أن سماء السعودية والمنطقة العربية ستشهد غداً 13 كانون الأول (ديسمبر) 2016، «البدر العملاق» الثالث والأخير خلال هذا العام. وأوضح رئيس الجمعية المهندس ماجد أبو زهرة أن القمر «سيظهر مع غروب الشمس ويبقى مُشاهداً طوال الليل، وسيبدو أسطع وأكبر مقارنة مع الأقمار البدر المعتادة، وسيكون بقربه نجم الدبران وغيره من النجوم البراقة». وتعد هذه فرصة مثالية لاستغلال الهواة ومحترفي التصوير الفوتوغرافي هذا الحدث الفلكي النادر، للخروج بأروع الصور من مختلف مدن وصحارى المملكة. بدوره، ذكر الباحث الفلكي في جامعة الملك عبد العزيز ملهم هندي لوكالة الأنباء السعودية (واس) أن البدر العملاق هو «آخر بدور فصل الخريف، وسينير سماء الأرض طوال الليل حتى غروبه وشروق شمس الأربعاء». وبيّن هندي أن الفرق بسيط في زيادة حجم القمر وإضاءته «ولا يمكن لعين المشاهد ملاحظتها إلا عبر مقارنة الصور ما بين وجود القمر في أبعد نقطة له وفي أقرب نقطة له، أي ما بين البدر العادي والعملاق»، مضيفاً أن هذه الظاهرة تتكرر في المتوسط مرتين في السنة، وتختلف طبيعة ظهور القمر في مسافة قربة للأرض، ومتوسط هذا البعد يقدر ب380 ألف كيلومتر. وأشار إلى أن ظهور القمر بهذا الحجم يعد الثاني له خلال عام 1438ه، إذ ظهر في شهر صفر الماضي بالحجم نفسه، لكنه كان أقرب مسافة إلى الأرض بحوالى 1500 كيلومتر في ظاهرة لم تحدث بهذه المسافة منذ 68 عاماً. وكانت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» توقعت ظهور «القمر العملاق» ثلاث مرات قبل نهاية العام 2016، بعد ظهوره للمرة الأولى في أقرب نقطة له إلى الأرض في 16 تشرين الأول (أكتوبر) 2016. وبالفعل ظهر «القمر العملاق» للشهر الثالث على التوالي، فخلال هذا السنة وقعت ثلاثة أقمار بدر عملاقة في أكتوبر ونوفمبر وآخرها ديسمبر، وجميعها حدثت عندما كان القمر في أقرب نقطة مداره إلى الأرض، وتعرف هذه الظاهرة علمياً باسم «بدر الحضيض». وتطلق تسمية «القمر العملاق» أو «بدر البدور»على القمر عندما يكون في مرحلة البدر المكتمل وقريب من وقوعه في أقرب نقطة في مداره حول الأرض وتكون المسافة بين مركزه ومركز الأرض 361.836 كيلومتر. وفي حال هذا القمر سيقع في أقرب نقطة من الأرض صبيحة الثلثاء عند الثانية و29 دقيقة فجراً بالتوقيت المحلي، ويكون على مسافة 358.461 كيلومتر، ويصل بعد ذلك إلى لحظة الاكتمال صبيحة الأربعاء 14 ديسمبر عند الثالثة وخمس دقائق فجراً، وعليه ستبلغ المدة الفاصلة بين وقوعه في الحضيض ومرحلة البدر المكتمل يوماً واحداً و36 دقيقة. ومثل الأقمار العملاقة السابقة لن يكون هناك تأثير ذو أهمية لهذا القمر العملاق على الكرة الأرضية، حيث لا يتوقع حدوث زيادة في النشاط الجيولوجي أو حدوث حالات طقس غير اعتيادية، باستثناء التأثير في ظاهرتي المد والجزر، بحسب «الجمعية الفلكية».