وجّه مجلس الأمن رسالة مباشرة ضد المجموعات المسلحة التي تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس منتقداً استمرار الاقتتال في ما بينها، والتهديد الذي تشكله على المجلس الرئاسي والمدنيين. وأصدر المجلس بياناً بإجماع أعضائه مساء أول من أمس، شكّل صدًى لتقرير قدمه المبعوث الخاص إلى ليبيا مارتن كوبلر في اليوم ذاته، الذي كان حذر من الخطر الذي تشكله المجموعات المسلحة في طرابلس، معتبراً أن الحل البديل عنها يكون بتشكيل «حرس رئاسي» مسلح بدعم من مجلس الأمن. وسارع المجلس الى إصدار بيانه في اليوم ذاته، مؤكداً دعمه الكامل للمجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني، وتذليل العقبات أمامهما، إن في مجلس النواب، أو ميدانياً مع المجموعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، وتأمين الموارد المالية لهما من المصرف المركزي والموارد النفطية. ورحّب بيان مجلس الأمن «بالتقدم المنجز» في القتال ضد المجموعات الإرهابية في ليبيا «وخصوصاً ضد داعش في سرت وبنغازي»، مشيراً في الوقت ذاته إلى قلقه حيال معلومات عن إمكان انتقال عناصر هذا التنظيم الى «أماكن أخرى من البلاد». وأبدى «قلقاً بالغاً بسبب التهديدات الإرهابية في ليبيا، وخصوصاً من جانب تنظيم داعش والمجموعات المتصلة به أو المتصلة بالقاعدة». وحضّ المجلس الليبيين بكل أطيافهم السياسية والأمنية على «الاتحاد وجمع القوى تحت قيادة عسكرية موحدة لمحاربة داعش. كما أعرب عن القلق العميق حيال «التصعيد الأخير للعنف بين المجموعات المسلحة في طرابلس»، ودعا كل الأطراف إلى تلبية مناشدة المجلس الرئاسي لوقف القتال». ودان تصرفات هذه المجموعات ودعواتها إلى استمرار العنف، بما في ذلك ضد المجلس الرئاسي. وأكد المجلس تمكسه بتطبيق قراراته المتعلقة بحظر تجارة النفط غير الشرعية من ليبيا بهدف «تقوية سلطة حكومة الوفاق الوطني على المؤسسات الاقتصادية»، ودعمه تطبيق الاتفاق السياسي «لرفع المعاناة عن الشعب الليبي». كما أكد دعمه الكامل للاتفاق السياسي بين الأطراف الليبيين، داعياً كل الأطراف الى تسريع تطبيقه، مشيراً الى أن «نحو عام مر الآن منذ توقيع الاتفاق»، وحض «مجلس النواب على إقرار تعديل الإعلان الدستوري كخطوة ضرورية نحو التطبيق الكامل للاتفاق». كما حض رئيس الوزراء الليبي فائز السراج على «تقديم لائحة كاملة متفق عليها بأسماء أعضاء حكومة الوفاق الوطني وبرنامج عملها إلى البرلمان لكي يقرها بالكامل، ويمنحها الثقة ويتبنى برنامج عملها وفق ما ينص عليه الاتفاق السياسي». إلى ذلك، أعلنت قوات حكومة الوفاق أمس، أنها جمعت جثثاً تعود إلى حوالى 266 مسلحاً خلال يومين من شوارع ومبانٍ في مدينة سرت. وتواصلت عمليات «التمشيط والتطهير» في مدن ساحل شمال ليبيا أمس، بعد 3 أيام من إعلان قوات حكومة الوفاق إلحاق الهزيمة بمسلحي تنظيم «داعش».