أطاحت الخلافات الداخلية في البيت الأبيض مستشار الأمن القومي الجنرال جيمس جونز. وأعلن الرئيس باراك أوباما امس استقالة مستشاره وتعيين نائبه توم دونيلن خلفا له. والاخير معروف ببراغماتيته السياسية واستعجاله الانسحاب من العراق والتركيز على تحديات أكبر، مثل ايران والعملاق الصيني. وأشاد أوباما بجونز «الذي رافقتني نصيحته يوميا»، مرجعا الاستقالة لأسباب عائلية، مشيرا الى ان مستشاره أكد حين توليه المنصب نيته الاستقالة بعد سنتين. ونوه أوباما بقيادة جونز لمجلس الأمن القومي في ظل التحديات التي تواجهها الادارة أبرزها محاربة «القاعدة»، وكبح الطموح النووي لايران، واستعادة القيادة الأميركية على الساحة الدولية، واصلاح العلاقات مع روسيا والسعي للسلام في الشرق الأوسط. وخرج جونز، الوجه العسكري في ادارة أوباما ( خدم أربعين عاما في الجيش)، بعد أقل من سنتين على توليه المنصب، في خطوة عزاها المراقبون الى خلافات في «الأسلوب والسياسة» مع دائرة المستشارين في البيت الابيض، منهم دونيلون والناطق روبرت غيبس ودنيس ماكدونو وديفيد أكسلورد. وتفاعل الخلاف في مرحلة التحضير للاستراتيجية في حرب أفغانستان، اذ كان جونز من المؤيدين للزيادة العسكرية وموقف وزارة الدفاع (البنتاغون) في حين شكك الباقون بهذا التوجه. ووصف جونز، كما يروي بوب وودورد في كتابه الأخير «حروب أوباما»، الفريق المحيط بالرئيس ب»المافيا» و»بعوض المياه». كما يروي الكتاب أنه لوح بالاستقالة قبلا، بعدما حال احد افراد هذا الفريق دون اجتماعه أحدى المرات مع أوباما. ومن الملفت أن الاستقالة تأتي عشية بدء البيت الأبيض مراجعة استراتيجية أفغانستان التي ينتظر الكونغرس تقريرا حولها في كانون الأول (ديسمبر) المقبل. ويبرز دونيلون بين الأصوات القريبة جدا الى نائب الرئيس جوزيف بايدن والمتحفظة عن زيادة الجنود. ومعروف عنه انه يأتي من خلفية سياسية براغماتية تحبذ تركيز الادارة على التحديات الدولية الكبرى بينها ايران والصين، ومن بين الداعين الى تسريع الانسحاب من العراق. ويعارض فكرة طرح أوباما خطة سلام أميركية في الشرق الاوسط، وهو التوجه الذي انفرد جونز بتأييده في البيت الأبيض. وكان وودورد نقل عن وزير الدفاع روبرت غيتس وصفه لدونيلين ب»الكارثة». وتأتي استقالة جونز في ضوء تعديلات أخرى شملت البيت الأبيض أخيرا كانت أبرزها استقالة رئيس اركان الرئيس رام ايمانويل والمستاشرين الاقتصاديين لاري سامرز وكريستينا رومر.