خيم الظلام أمس على أجزاء محيطة بموقع حفرة عميقة تنبعث منها غازات وأدخنة متصاعدة، ويسمع لها دوي كل ربع ساعة من أحد الشوارع الفرعية في حي العوالي (شرق مكةالمكرمة)، بعد أن قطعت الجهات ذات العلاقة التيار الكهربائي عن المنطقة، نظراً إلى قيام لجنة مكونة من «الدفاع المدني» و«الكهرباء» و«الأرصاد» بحفر الأجزاء المتاخمة ل«الحفرة»، بغية معرفة ماهيتها. إلى ذلك، عاين صباح أمس فريق من جامعة أم القرى بمكةالمكرمة وعدد من الأكاديميين في كلية العلوم بجامعة الملك عبدالعزيز «موقع الحفرة»، إذ أجمع الخبراء على خطورة الحفرة التي يشتبه أن تكون فوهة بركان على وشك الانفجار، خصوصاً بعد أن شاهدوا دخاناً أبيض وحمماً تخرج من الحفرة مع الانفجار، مؤكدين أن نشاط الحفرة أخذ في التسارع كل ربع ساعة، بعد أن كان نشاطها في السابق يحدث بين فترة وأخرى. واستبعدت الفرق صحة التطمينات التي سبق أن ساقتها إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة، بأن نشاط الحفرة يعود إلى كابلات كهربائية وصلت إليها المياه الجوفية الموجودة في الحي، معتقدة بوجود سبب أكبر من ذلك، «كون الكهرباء لم تنقطع عن الحي كما أن أقبية المنازل المجاورة للحفرة امتلأت بالمياه، إضافة إلى أن الحفرة بدأت تسرب رائحة أشبه بغازات أكسيد الكبريت وهو أحد أهم الغازات المصاحبة للنشاط البركاني». وأكد الفريق أن الوضع القائم الآن غير مطمئن، «وتسبب في رعب للسكان خشية أن تؤدي كثرة الانفجارات المتتالية إلى ثورة بركانية أو انفجار أقوى يقتلع الحي عن بكرة أبيه». وكان نائب الرئيس العام للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة صالح الشهري صرح ل«الحياة» أنه وقف شخصياً على موقع انبعاث الغازات والأدخنة في حي العوالي وشاهد الانفجارات التي تحدث بين الفينة والأخرى، الأمر الذي استدعى مخاطبة إمارة منطقة مكةالمكرمة وهيئة المساحة الجيولوجية وشركة الكهرباء بصورة عاجلة للوقوف على الموقع وتوضيح حقيقة تلك الانبعاثات الدخانية والغازية ومعرفة الأسباب والمسببات لانجلاء الأمر الذي صعّب على الأهالي وأثار فزعهم وهلع أبنائهم. يذكر أن هذه هي الحفرة الثانية التي تظهر فى مكةالمكرمة خلال أسبوع واحد، لتثير القلق والمخاوف في نفوس الأهالي، بعد أن اكتشف عمال تابعون لشركة الاتصالات السعودية مطلع الأسبوع حفرة على بعد 40 متراً من المسجد الحرام يشتبه أنها قبر آثاري.