يصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اليوم إلى قطر قادماً من الإمارات، في إطار جولته الخليجية التي يزور خلالها البحرين والكويت. ونقلت وكالة الأنباء القطرية أمس أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيكون في مقدم مستقبلي أخيه خادم الحرمين الشريفين، الذي يبدأ زيارة رسمية تستغرق يومين. وسيبحث الزعيمان - بحسب الوكالة - سبل دعم وتعزيز العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين الشقيقين، إضافة إلى استعراض آخر التطورات والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. وتأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين في إطار حرصه وأمير قطر على دفع العلاقات الممتازة بين البلدين إلى آفاق أكبر لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين. وتعد العلاقات القطرية - السعودية نموذجاً في التعاون والتكامل بين دولتين تجمعهما روابط التاريخ بقدر ما تتجذر بينهما أواصر المحبة والإخاء. وتتمتع العلاقات بين البلدين الشقيقين بالتنسيق الدائم والمستمر في معظم القضايا التي تهم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي أو المنطقة العربية، وخصوصاً الوضع في سورية واليمن والقضية الفلسطينية، وضرورة إيجاد حل دولي للملف الليبي يقوم على احترام قرارات الأممالمتحدة. وتعد هذه الزيارة التاريخية امتداداً للقاءات عدة جمعت القائدَين خلال العام الحالي، سواء تلك اللقاءات الودية أم على هامش المشاركة في المحافل الخليجية أم في زيارات خاصة، هذا بخلاف الاتصالات والرسائل الدائمة والمستمرة التي تعكس عمق العلاقات بين البلدين. ودعمت قطر، خلال مشاركتها في «عاصفة الحزم» ضمن قوات التحالف العربي لإنفاذ الشرعية في اليمن ضد الانقلاب الحوثي، وحدة الصف الخليجي والعربي، كما حرصت كذلك على المشاركة في فعاليات تمرين قوات «درع الجزيرة»، والتمرين العسكري «رعد الشمال» بمنطقة حفر الباطن، الذي شاركت فيه 20 دولة عربية وإسلامية وصديقة، ويعد الأكبر من حيث عدد الدول المشاركة فيه، بهدف ترسيخ مفاهيم قوة الردع الإسلامية - العربية في وجه أية محاولات استفزازية. وكان تأسيس مجلس التنسيق القطري - السعودي المشترك عام 2008 خطوة نحو تفعيل التعاون القائم بين البلدين وتطويره ليحقق ما تصبو إليه القيادة في البلدين الشقيقين والاتفاق على تنسيق كامل في مختلف المجالات بين البلدين، وتطوير العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والأمنية والمالية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والإعلامية وغيرها من المجالات الأخرى التي تقتضيها مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين. ويعد المجلس في الوقت ذاته تعزيزاً لمسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربي في ضوء أهداف المجلس المتمثلة في تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وتعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون القائمة بين شعوب دول المجلس في مختلف المجالات. وعقد المجلس أربع دورات، بدأت في الرياض، وكان آخرها في الدوحة عام 2013، نوقشت خلاله سبل تطوير التعاون في تسعة مجالات، ما بين الجانب العسكري والأمني، مروراً بالجوانب الاقتصادية والتجارية والزراعية وصولاً إلى الشق الثقافي والإعلامي.