اهتمت وسائل الإعلام الإماراتية في مقالاتها الافتتاحية الصادرة أمس بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى أبوظبي. وأكدت أن العلاقات الاستثنائية التي تجمع البلدين نموذج للتضامن الواجب في كل زمان بين الأشقاء. كما تناولت الصحف الإنجاز الذي حققته دول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات ومعها القوات اليمنية والمقاومة الشعبية في اليمن، بإلحاق هزيمة ساحقة بتنظيم القاعدة في منطقة ميناء بلحاف الواقعة بين عدن والمكلا، إلى جانب استضافة الدولة المؤتمر الدولي للحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر. وبعنوان: «الشقيق والعضيد».. قالت صحيفة «الخليج»: إن زيارة خادم الحرمين الشريفين دولة الإمارات تتويج لمرحلة استثنائية من العلاقة الاستثنائية، العلاقة التي تصلح نموذجاً يحتذى، وهي إلى صعود بسبب من طبيعتها الحقيقية والتلقائية وفي الوقت نفسه المدروسة والواعية. وأضافت الصحيفة في كلمة لها أن الزيارات المتبادلة بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية مستمرة على مختلف المستويات، وزيارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى السعودية مستمرة، وفي المحافل السياسية العربية والعالمية يصدر صوت الدولتين عن منبع وموقف واحد، وفي محافل الدفاع عن الأرض العربية والشرعية العربية وأمن واستقرار وقيم المنطقة اختلط الدم الإماراتي والسعودي ناسجاً عرس أعراس تحرير الإرادة العربية مما يهددها وممن يتربص بها، لافتة إلى أن أهمية هذا أنه يتحقق بهذا الشكل والجوهر للمرة الأولى عربياً، ما أعاد ويعيد هيبة العرب وقرار العرب، وما أثبت ويثبت قوة العرب وقدرتهم على التصدي للطامعين. ونوهت بأن التعاون السياسي والعسكري بين الإمارات والسعودية بلغ ذروته في السنوات الأخيرة، ومع سلمان الحزم وخليفة العزم انتصرت أفكار العروبة والاستقلال والحرية والحق بحق هذه المرة، وتعلم الأعداء الواضحون والمستترون كيف يعدون للعشرة قبل الإقدام على أية خطوة جديدة حمقاء، وفيما بدأت الأدوار الإيرانية في عدد من المناطق تنحسر أخذت أدوات الإرهاب والتطرف والتطيف تختفي وراء أصابعها المرتعشة، وأكدت أنها ليست إلا إرادة رجال لبوا نداء الأوطان والأمة وحققوا التضامن على الأرض وكانوا لبعضهم بعضاً نعم الشقيق والعضيد في السراء والضراء، فكان الله معهم. وقالت الصحيفة: «إن زيارة الملك سلمان تكتسب أهميتها وأبعادها الخاصة نظراً إلى طبيعة المرحلة، فهي تأتي في وقت عربي وعالمي متأزم من وجوه عدة، وتأتي قبل انعقاد القمة الخليجية في المنامة، ومع التحولات الدراماتيكية في أوروبا وأميركا وعدد من بلدان العالم، وحين يعرف أن الإمارات والسعودية متفقتان على معظم الملفات المطروحة، من اليمن والعراق إلى سورية ولبنان وليبيا، ومتفقتان مبدئياً على مواقف تواجه مستجدات السياسة العالمية، فإن قيمة زيارة خادم الحرمين الشريفين تتضاعف وتتجاوز بنتائجها سقف التوقعات». من جانبها قالت صحيفة «الوطن»: «إن العلاقات الأخوية التاريخية بين المملكة العربية السعودية والإمارات تعزز قوة ومتانة البيت الخليجي الواحد، ما ينعكس خيراً على شعوب المنطقة كافة والشرق الأوسط.. مؤكدة أن زيارة خادم الحرمين الشريفين تأتي لتشكل محطة ذات دلالة شديدة الأهمية، كونها تصب في تعزيز العمل الخليجي المشترك». وأكدت الصحيفة في افتتاحيتها بعنوان: «أهلا خادم الحرمين الشريفين» أن التعاون والاحترام والتنسيق بين البلدين الشقيقين تطور ليكتسب أهمية خاصة وبات شراكة استراتيجية تامة لمواجهة التحديات والتعامل مع القضايا، وقد أثمر هذا التعاون في السنوات الأخيرة حفظ أمن وسلامة واستقرار المنطقة عبر إحباط المخططات والمآرب التي تستهدف دول المنطقة من الخاصرة اليمنية، إذ كان الرد العربي وتقديم التضحيات الطاهرة التي اختلط فيها دم الشهداء الطاهر من البلدين دليلاً كبيراً على ما يجمع البلدين من تآخٍ وتعاون وتنسيق قل نظيره. ونوهت بأن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الإمارات تأتي في سياق هذا التعاون التاريخي، وستثمر مزيداً من النتائج المنبثقة من منعة وقوة البيت الخليجي الواحد، بمثابة نتائج حتمية تستند إلى عمق العلاقات، وهو ما أكدته قيادتنا الحكيمة في كثير من المناسبات عن عمق العلاقات وصلابة تعاون وتضامن البلدين الراسخ في مختلف المجالات، وبخاصة في ما يتعلق بمواجهة التحديات التي تعصف بعدد من دول المنطقة والشرق الأوسط ورؤيتهما المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار ومجابهة مخاطر الإرهاب والتطرف. وأكدت أن التكاتف العربي والتعاون لمواجهة الاستحقاقات المصيرية يبدو ملحّاً أكثر من أي وقت مضى، وبالتالي فإن الجهود كافة التي تعتبر العلاقات الخليجية نموذجاً لها تعطي الأمل المشرق في التعاون الواجب لخير الأمة وسلامة شعوبها وتمكينها من مواصلة طريقها نحو المستقبل بأمن وسلام.