أظهرت نتائج انتخابات المؤتمر العام السابع لحركة «فتح» عدم حدوث تغيير جوهري في قيادة الحركة وتوجهاتها، بل كرّست قيادة الرئيس محمود عباس واستبعدت معارضيه، خصوصاً القيادي المفصول من الحركة النائب محمد دحلان وأنصاره. ووفق نتائج الانتخابات، تم تجديد الثقة بغالبية الأعضاء القدامى في اللجنة المركزية للحركة، كما حاز الأسير مروان البرغوثي على أعلى الأصوات (930 من أصل 1300)، تلاه اللواء جبريل الرجوب (887 صوتاً)، في حين غاب مرشحو مدينة القدس للمرة الأولى عن اللجنة. ومن أبرز الأعضاء الجدد في مركزية «فتح»، كل من روحي فتوح، الرئيس السابق للمجلس التشريعي في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات، واسماعيل جبر قائد الأمن الوطني في عهد عرفات، والدكتور صبري صيدم وزير التربية والتعليم وهو من فئة التكنوقراط، والناشطة دلال سلامة من مخيم بلاطة للاجئين. كما خسر موقعه كل من نبيل شعث، والأمين العام للرئاسة الطيب عبدالرحيم، وأحمد قريع (أبو علاء)، وسلطان أبو العنيين، وصخر بسيسو، وآمال حمد، ونصر يوسف. وحصل الرجوب على الموقع الثاني بعد البرغوثي، ما يؤهله لتولي منصب نائب رئيس الحركة لكون البرغوثي في الأسر، وتالياً يصبح مرشحاً لخلافة عباس. وقال الرجوب ل «الحياة» إن «أولوية القيادة الجديدة هي تعزيز وحدة الحركة ومواجهة التحديات السياسية الكبيرة الماثلة أمامنا». وأضاف: «الاحتلال هو التحدي الأكبر، وسنواصل معركتنا من أجل الحرية والاستقلال وفق الشرعية الدولية». ويرى مراقبون أن انتخابات «فتح» فشلت في ضخ دماء جديدة الى الحركة، وأن القيادة الجديدة ستحافظ على النهج السياسي القديم بلا تغيير. وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت الدكتور عزم أحمد جميل ل «الحياة»: «نحن أمام قيادة تمثل المدرسة نفسها والأفكار نفسها والتوجهات نفسها». وأضاف: «المؤتمر عزز قيادة الرئيس عباس ونهجه السياسي، ولم يكن هناك أي معارضة أو تنافس». وجاءت النتائج على النحو التالي وفق ترتيب الأصوات: مروان البرغوثي، وجبريل الرجوب، ومحمد اشتية، وحسين الشيخ، ومحمود العالول، وتوفيق الطيراوي، وصائب عريقات، والحاج اسماعيل، وجمال محيسن، وأحمد حلس، وناصر القدوة، ومحمد المدني، وصبري صيدم، وسمير الرفاعي، وعزام الأحمد، وعباس زكي، وروحي فتوح، ودلال سلامة. من جانبها، أبدت حركة «حماس» خيبة أمل من طريقة عقد المؤتمر وتعزيز سلطات عباس بعد إقصاء الأصوات المعارضة له. وقال القيادي في «حماس»، وكيل وزارة الخارجية التي تقودها الحركة في القطاع غازي حمد ل «الحياة» إنه «كان من المفترض أن يحدد عباس التوجهات السياسية الجديدة بعد 25 عاماً من المفاوضات»، لكنه «لا يزال مصراً على مواقفه السياسية»، مرجحاً عدم حدوث أي تغيير في المستقبل.