توّج العداء الجاميكي يوسين بولت وعداءة المسافات الطويلة الأثيوبية ألماز أيانا بجائزة الإتحاد الدولي لألعاب القوى لأفضل رياضي ورياضية في 2016 أمس (الجمعة). وأكمل العداء الجاميكي المعجزة الثلاثية الأولمبية الثالثة على التوالي في إنجاز غير مسبوق عندما حصد في أولمبياد ريو الصيفي هذا العام ذهبيات سباقات 100 و200 وأربعة في 100 متر تتابع للمرة الثالثة على التوالي ليعادل إنجاز الفنلندي بافو نورمي والأميركي كارل لويس برصيد تسع ميداليات ذهبية أولمبية في ألعاب القوى. ويعتزم بولت (30 عاماً) المنافسة في سباق 100 متر في بطولة العالم العام المقبل في لندن ويسعى لإضافة اللقب إلى حصيلته البالغة 11 لقباً عالمياً. وحطّمت أيانا رقماً قياسياً صمد 23 عاماً بعدما أنهت سباق 10000 متر في زمن قدره 29 دقيقة و17.45 ثانية في أولمبياد ريو والتي شهدت أيضاً فوزها ببرونزية سباق 5000 متر. وقبل إعلان الجوائز وفي تقييم لمسيرته الحافلة، قال بولت إن الأمر الوحيد الذي يندم عليه هو أنه لم يتعامل بالجدية الكافية مع رياضته في سن مبكرة. وأضاف بولت الذي حصد جائزة أفضل رياضي في العام للمرة السادسة، في حديث للصحفيين "ربما كنت سأفوز في أربع دورات أولمبية"، موضحاً "جائزة أفضل رياضي في العام قطعاً ذات شأن كبير... إنها تكليل لكل العمل الشاق. عندما أنظر إلى الخلف، الأمر الوحيد الذي أعتقد أنني كنت سأغيره هو التعامل بجدية أكبر (مع الرياضة) في وقت مبكر". وتابع قائلاً "كنت أعتمد بصورة أكبر على موهبتي. إذا تعاملت معها بجدية أكبر أعتقد أنني كنت سأفوز بألقاب أكثر بكثير في مسيرتي". وعلى الرغم من ألقابه العديدة وأرقامه القياسية، قال بولت إن السباق الذي له خصوصية أكبر كان في بطولة العالم للناشئين في جاميكا حينما فاز بسباق 200 متر عندما كان في 15 من عمره. وأضاف "كان لهذا السباق نكهة خاصة. كانت هذه البداية. جاميكا 2002.. حيث بدأ كل شيء. كانت هذه الخطوة الأكبر". ورغم ذلك كانت الخسارة التي تعرض لها بعد خمس سنوات هي التي تركت أثراً أكبر في نفسه. وفاز بولت بالفضية خلف الأميركي تايسون جاي في سباق 200 في بطولة العالم 2007 في أوساكا، ودقّت هذه الخسارة ناقوس الخطر. وقال "بعدما خسرت أتذكّر أنني ذهبت لمدربي قائلاً 'لقد بذلت حقاً قصارى جهدي ولكن ماذا عساي أن أفعل لأفوز لأنني أريد الفوز حقاً؟". وتابع قائلاً "أخبرني: 'أنت لا تتدرّب بالجدية الكافية في صالة الألعاب الرياضية. إذا أردت الفوز يجب أن تصبح أقوى.' لذا قلت له 'حسناً'. أدركت ما أحتاج فعله منذ ذلك الحين، اتخذت الخطوة وعملت بجد". وفي غضون تسعة أشهر، أصبح بولت صاحب الرقم القياسي العالمي في سباق 100 متر، وبعدها بأسابيع أصبح ظاهرة عالمية بالفوز بذهبيات سباقات 100 و200 وأربعة في 100 متر تتابع في أولمبياد بكين بأسلوب رائع. وبعدما عرف طريق الفوز، لم يرغب في التوقّف، وفاز بالسباقات الثلاثة في أولمبياد لندن 2012. وعلى الرغم من الإصابات التي تعرض لها في بداية الموسم، كرّر الإنجاز في ريو دي جانيرو. والآن وقد بلغ سن الثلاثين، سيستمتع بولت بموسم أخير يخوض فيه سباقات 100 متر فقط. وقال بولت الذي يمضي وقتاً طويلاً في توقيع التذكارات والتقاط الصور مع المعجبين في كل سباق يخوضه، "العام المقبل (سأنافس) بصورة أساسية من أجل الجماهير"، لافتاً إلى "أنها الفرصة الأخيرة لبعض الناس لمشاهدتي أركض وفرصة لي لأودعهم. أود العودة إلى بعض الأماكن المفضلة بالنسبة لي كي أركض... أوسترافا ولوزان وربما باريس".