افتتح أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل معرض الملك خالد بن عبدالعزيز، رحمه الله، في محطته الثالثة على شاطئ البحر الأحمر في مدينة جدة مساء الاثنين الماضي، وسط حضور عدد كبير من الأمراء والديبلوماسيين والمثقفين وأبناء الملك خالدوقال الفيصل في كلمته: «أشكر أبناء وبنات الملك خالد بن عبدالعزيز على هذا المعرض الرائع، وفي مثل هذه اللحظات لا يسع الإنسان إلا أن يتذكر ذلك الرجل الخالد الذكر والسيرة، الملك الصالح والمصلح، والذي تميز عهده بالبناء والنماء، واحتل في نفوس الناس المحبة والإكبار والتقدير». وزاد: «رحل من هذه الدنيا وترك فيها ذكراً عاطراً لا يمكن أن ينسى، وتحققت في عهده إنجازات كبيرة، مثل المدن الصناعية في الجبيل وينبع، كما أنه حارب الظلم والإرهاب الذي حل بالحرم الشريف وانتصر، رحمه الله، وشهدت السعودية في عهده قفزة كبيرة سماها البعض الطفرة، وهي في الحقيقة ذلك العهد الزاهر الذي لا ينساه من عاصره، ورحم الله ملوك المملكة جميعاً، ووفق الله الملك عبدالله وإخوانه، ونرجو من الله أن تستمر هذه المسيرة العظيمة التي يقودها أبناء الملك عبدالعزيز إلى أن تصل المملكة وشعبها إلى المكانة التي كانوا يصبون لها جميعاً». ولفت الأمير خالد إلى أن «كل ما علينا هو أن نستذكر وأن نستعيد منهج ملوكنا وقادتنا المعتدل، فقد قامت المملكة على هذا المنهج، وستبقى إن شاء الله على ذلك، ويجب أن نؤصل المنهج المعتدل في نفوس وقلوب وعقول أبنائنا وناشئتنا». وجاء في كلمة أسرة الملك خالد: «كانت شمائله خصالاً تجمع بين الطيب المحتد ومهابة الملك، وكان منبراً يطيب به الاقتداء ومعلماً يحلو به الاهتداء جمع بين التدين والورع والعدل والحلم والحكمة، واستشراف المستقبل وحسن القيادة واستشعار المسؤولية. كان عظيماً في تواضعه كريماً في هباته، رسم للمملكة معالم هادية ومنارات واضحة ما زالت البلاد تعيش في نعمائها وتتغذى من ثمرات خططه، كما امتد عطاؤه رحمه الله إلى أمتيه العربية والإسلامية معنوياً ومادياً، مستعيناً في ذلك بالله، وهذا المعرض يمثل فترة حكمه خلال سبعة أعوام وأبرز انجازاته». واحتوى المعرض الذي أشرفت عليه مؤسسة الملك خالد الخيرية على سبع قاعات، خصصت الأولى للتعريف به وبقيادته لبلاده في فترة عالمية وإقليمية عصيبة. وحملت القاعة الثانية أهم الأحداث المحلية والدولية في عهده وموقفه منها واهتماماته العالمية. فيما ضمت القاعة الثالثة تعامله مع مواطني المملكة وتعاطيه مع حاجات الشعب ورغباته. واحتوت القاعة الرابعة على أهم هوايات الملك الراحل كالفروسية والصيد ورحلاته المتعددة، في حين تسلط القاعة الخامسة الضوء على الحياة الخاصة للملك خالد وعلاقته بأهله وأبنائه وجيرانه بعد توليه الحكم. وكشفت القاعة السادسة حقيقة إيمان الملك خالد وارتباطه الوثيق بربه ومراسلاته المتعددة مع العلماء والمشايخ. وركزت القاعة السابعة على أهم المشاريع العملاقة والانجازات التنموية التي تحققت في عهده رحمه الله. كما ضم المعرض مقتنيات خاصة ومخطوطات وصوراً فوتوغرافية ولقطات فيديو توثق تاريخ الملك الراحل، إضافة إلى عدد من المطبوعات والصور والكتب والأفلام التي ترصد تاريخه وسيرته وإنجازاته. وشاهد الحضور أثناء الافتتاح عرضاً مرئياً لمحطات من حياة الملك الراحل وأهم الأحداث التي وقعت إبان توليه مقاليد الحكم بعد وفاة الملك فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله، في 1395ه وحتى وفاته في العام 1402ه.