وصف المتحدث الرسمي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني الأحاديث عن إمكان التوقع بتسجيل سيول خلال موسم حج هذا العام ب»المبكرة»، وقال ل«الحياة»: «إن موسم الحج هذا العام يتصادف مع فترة فصل الخريف، التي ترتفع فيها معدلات هطول الأمطار وتعد فترة ممطرة على المنطقة الغربية، ولكن هذا لا يعطينا مؤشرات ثابتة على وجود سيول هذا العام». واستدرك بالقول: «إن هيئة الأرصاد وحماية البيئة تعمل على رصد ودرس الظواهر البيئية من خلال أجهزة رصد متطورة وصور الأقمار الصناعية الراصدة لجميع الظواهر المناخية، والتي تبنى على أساسها تقارير دورية دقيقة عن حال الطقس والتوقعات الممكن حدوثها في الفترات المقبلة». وأكد القحطاني حرص الهيئة على إصدار تقارير دقيقة عن حال الطقس في السعودية، ومعلومات أكيدة بشأن التغيرات المناخية الطارئة، باعتبارها الجهة الرسمية والمرجع الأساسي، الذي تبني الجهات المتخصصة في الطوارئ والحوادث خططها واستعداداتها. وأضاف: «نحن في هيئة الأرصاد وحماية البيئة لا نريد استباق الأحداث المستقبلية ولكننا بصدد إعداد قراءة واضحة، وتقرير مفصل عن الظواهر المناخية المحتملة في موسم حج هذا العام سيصدر في غضون الأسبوع المقبل، يوضح فيه أبرز معالم الطقس والتوقعات المناخية والمتغيرات التي يمكن حدوثها خلال الموسم». وبين المتحدث الرسمي للأرصاد أن المعلومات التي يشملها التقرير مدروسة، خصوصاً أنها تبنى على المعلومات المناخية للسعودية على مدار ال30 عاماً الماضية، مشيراًَ إلى أن تقرير الأرصاد لموسم الحج هذا العام هو عبارة عن توقعات مناخية محتملة خلال الموسم، وقال: «إن رصد الظواهر المناخية بشكل فعلي سيكون بناءً على صور الأقمار الصناعية اليومية للتغيرات الجوية، وفي حال توقع حدوث أمر طارئ سيكون تحديد ذلك والتكهن به بشكل فعلي قبل ذلك بفترة وجيزة». وحدد القحطاني تلك الفترة من أسبوع إلى أربعة أيام، وزاد: «في الأمور الطارئة خصوصاً في ما يتعلق بالتغيرات المناخية المفاجئة من الصعب التكهن بها من فترات طويلة، إذ إن التوقعات تكون مدروسة ودقيقة في فترة لا تتجاوز الأسبوع، حيث يتضح معالم تلك التغيرات المناخية بشكل دقيق ومؤكد». ولفت القحطاني إلى أهم المعالم المناخية لفصل الخريف في السعودية هذا العام، والذي بدأ منذ 23 من شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، ويستمر إلى 21 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، إذ ستشهد الفترة انحساراً لمنخفض الهند، وتبدأ درجات الحرارة في اعتدال نسبي في غالبية المناطق السعودية عدا الشمالية التي تسجل خفضاً ملموساً في درجات الحرارة خلال هذا الفصل. وحول طبيعة هذا الفصل في منطقة غرب السعودية حيث الأماكن المقدسة، قال: «إن مناطق غرب السعودية تتأثر في فصل الخريف بما يسمى بحزام منطقة عدم الاستقرار، وتحل هذه الحال في محيط المياه لسواحل البحر الأحمر نتيجه تلاقي الرياح الجنوبية المصاحبة للكتل الهوائية الدافئة والرطبة منخفضات حرارية وتقابلها الرياح الشمالية الغريبة الجافة والباردة نسبياً والمصاحبة للمرتفعات الجوية، مما يسهم في هطول أمطار على غرب السعودية كما حدث العام الماضي، إذ استمر هطول الأمطار على غرب السعودية من الوجه إلى القنفذة 10 أيام وسجل المرصد التابع للهيئة في مطار الملك عبدالعزيز كمية تلك الأمطار ب70 ملم، إضافة إلى تسجيل مرصد جامعة الملك عبدالعزيز 90 ملم. وتعتبر هذه الكميات غزيرة بالنسبة للفترة الزمنية التي هطلت فيها والتي قدرت بساعتين متواصلتين».