تنتظر الهلال السعودي مساء اليوم مهمة صعبة وشاقة أمام مضيفه ذوب أهن الإيراني، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا في ظل الصعوبات التي تواجه الأندية السعودية، عندما تلعب في إيران من اختلاف أجواء وتغير في مواعيد إقامة المباريات، إضافة إلى سوء أرضية الملاعب والدور الجماهيري للفرق الإيرانية في مثل هذه المواجهات. وعلى رغم ذلك لا مجال أمام الهلاليين غير العودة بأفضل النتائج وتأجيل حسم بطاقة التأهل للنهائي إلى موقعة الإياب بالرياض، والفريق الأزرق تعرض إلى هزة قوية في المرحلة السابقة عندما شارف على الوداع المر أمام الغرافة القطري بيد أن خبرة لاعبيه ساعدته في الأوقات الحرجة على مواصلة المشوار، ومهمة المدرب البلجيكي غيريتس ليست بالهينة وهو يفتقد إلى خمسة عناصر أساسية حيث يغيب خالد عزيز والبرازيلي نيفيز وحسن خيرات وعبداللطيف الغنام للإصابة والروماني رادوي لارتباطه مع منتخب بلاده، ما جعله يعيد غربلة الخطوط سعياً لإيجاد التشكيل الأمثل خصوصاً في منطقة محور الارتكاز التي تخسر أبرز أوراقها، ومن الطبيعي أن يتخلى غيريتس عن أسلوبه الهجومي الذي اعتاد الاعتماد عليه في غالب المواجهات، حيث تختلف هذه الموقعة كثيراً في حسابات الفريق الذي يتطلع إلى الخروج بأقل الخسائر، لذا سيكون النهج الدفاعي هو سمة الأداء الأزرق والتطلع إلى التسجيل عبر الكرات المرتدة، وتعول الجماهير الهلالية الشيء الكثير على سرعة ومهارة السويدي ويلهامسون للاستفادة من الكرات المرتدة والوصول إلى شباك الفريق الإيراني إلى جانب انطلاقات محمد الشلهوب على الطرف الأيسر، وسيحد المدرب من المشاركات الهجومية لظهيري الجنب عبدالله الزوري والكوري الجنوبي لي يونغ خشية أن يستفيد الخصم من المساحات المتاحة في الخطوط الخلفية، فيما سيكون الاعتماد على ياسر القحطاني وحيداً في خط المقدمة. الخطوط الدفاعية للأزرق سيكون عليها الحمل الأكبر ولا مجال للهفوات أو التهاون قرب منطقة الخطر، كما أن الحارس حسن العتيبي مطالب بتدارك أخطائه السابقة وعدم الخروج بتوقيت غير مناسب كون الهدف من الصعب تعويضه في مثل هذه المناسبات. الهلال اختتم إعداده الفني واطمأن المدرب البلجيكي على جاهزية فريقه من خلال المواجهة الدورية الأخيرة أمام الاتفاق والتي كسبها بهدف من دون رد، إلا أن الجماهير الزرقاء لم تطمئن كثيراً عطفاً على الأداء الباهت الذي ظهر به الفريق. وفي المقابل، يحشد الفريق الإيراني كل أسلحته الهجومية سعياً لزيارة الشباك الزرقاء في أكثر من مناسبة لتسهيل مهمته في مواجهة الرد، وذوب أهن فريق قوي جداً ولم يخسر في أي مباراة طوال مشواره الآسيوي في النسخة الحالية، ويكفي أنه أقصى بطل النسخة السابقة بوهانغ الكوري في عقر داره، كما أنه سبق وأن أزاح وصيف البطل فريق الاتحاد السعودي في تصفيات المجموعات عندما تعادل معه في جدة وكسبه في إيران، ولا يزال يحتل صدارة الدوري الإيراني من دون أي خسارة، وتتطلع جماهيره إلى مواصلة مسلسل الانتصارات في الاستحقاق الآسيوي. ذوب أهن مزين بالأسماء البارزة على مستوى الكرة الإيرانية التي تمنح مدربه فرصة التفوق الميداني ويجيد لاعبوه سرعة نقل الهجمة والاستفادة من الكرات الثابتة بسبب القوة الجسمانية للاعبين، ويظل المهاجم النشط محمد رضا خالاتبري هو الأخطر والأكثر قدرة على التسجيل وكان صاحب الكلمة الأقوى في المباراة الأخيرة أمام بوهانغ عندما سجل هدف التأهل في كوريا، إضافة إلى المهاجم البرازيلي جوسي كاسترو، وخطوط الفريق مكتملة تماماً عدا غياب المهاجم مهدي رجب زاده لحصوله على البطاقة الحمراء في المباراة الماضية.