حذّر إمام وخطيب المسجد الحرام بمكةالمكرمة الشيخ أسامة خياط ممن يحسبون أن «الإفساد هو الإصلاح»، واصفاً إياهم في خطبة أمس (الجمعة) بأنهم «أهل النفاق». وقال: «إن ظهور الفساد في الأرض ناشئ عما اجترحه الناس من سيئات وما اقترفوه من خطايا»، موضحاً أن «ألوان الفساد تنوعت وتعددت، ويأتي في طليعتها الشرك بالله سبحانه وتعالى بصرف حقه سبحانه إلى غيره، وذلك هو الظلم العظيم»، مشيراً إلى أن «الإفساد هو أحد المهلكات السبع التي أمر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الأمة باجتنابه، لشدة ضررها وعظم خطرها وتعدي الإفساد الناشئ عنها، وهو كل ما توعد الله فاعله بلعنة أو عذاب أو نار أو حرمان من دخول الجنة، مما يوبق المرء به نفسه وينقص به إيمانه ويغدو باقترافها مطيته للشيطان، يسوقه إلى سبيل الغواية ويزين له عمله ويمد له في غيه، حتى يرى القبيح حسناً والمنكر معروفاً والباطل حقاً، فيحسب أن الإفساد إصلاح، وذلك هو شأن أهل النفاق». وقال: «إن هذه الأرض أصلحها الله أتم إصلاح حينما أرسل إلى عباده رسله وأنزل كتبه، والدلالات الواضحات، فهدى بها من الضلال واستنقذ من الهلكة بما منّ عليهم من نعمة الإيمان والإسلام وما أكرمهم به من التوحيد والسنة، فكان فضل الله عليهم بهذا الإصلاح عظيماً وكانت المنة به موجبة كمال الحرص على الحفاظ عليه والعناية به ورعايته حق رعاية، بالحذر من سلوك سبيل الإفساد في الأرض بعد إصلاحها، فذلك أعظم ضرراً وأقبح مآلاً». وأكد أنه «لمّا كان هذا الإفساد في الأرض بعد إصلاحها من أعظم المحادة لله ورسوله ولما فيه هدم للمصالح ونقض للمنافع، ولأن صاحبه يسن به سنة سيئة يعمل بها من بعده كان حرياً بأن يكون بغيضاً عند الله تعالى».