يخطو الفريق الشبابي مساء اليوم أولى الخطوات نحو نهائي دوري أبطال آسيا عندما يستضيف نظيره الكوري الجنوبي سيونغنام في ذهاب نصف النهائي، في مواجهة ثقيلة جداً وذات حسابات في غاية الأهمية لكلا الطرفين، فالشباب يتطلع إلى حسم بطاقات التأهل من الرياض من خلال تحقيق الفوز بأكبر عدد من الأهداف، فيما يسعى الضيوف إلى الخروج بأقل الخسائر وتأجيل الحسم إلى موقعه الإياب في كوريا. الشباب يدخل المواجهة بطموحات تعانق السماء بين جماهيره لعبور الموقعة الأولى بأكبر الغنائم وهو مرشح لذلك، عطفاً على قوة وترابط خطوطه حتى وهو يفتقد إلى أبرز عناصره، إذ يغيب المدافع البرازيلي تفاريس للإيقاف ونايف القاضي وزيد المولد وماجد المرحوم للإصابة، إلا أن الفريق قادر على مواصلة مشواره نحو اعتلاء الهرم الآسيوي وتمثيل القارة في مونديال الأندية، والفريق قدم أفضل العروض في المواجهات السابقة وجاء تأهله إلى نصف النهائي على حساب الكوري الجنوبي شونبوك عندما كسبه ذهاباً بهدفين من دون رد، وخسر في الإياب بهدف يتيم ما منحه بطاقة التأهل لنصف النهائي، ويدرك المدرب الأورغوياني فوساتي أهمية المحافظة على الشباك قبل التفكير بكيفية تسجيل الأهداف، كون المباراة على أرضه وبين جماهيره والهدف يحسب بهدفين في حال التعادل النقاطي في مجموع المواجهتين، لذا لن يبالغ في الشق الهجومي على حساب الخطوط الخلفية. خط الوسط قوة جبارة للفريق الأبيض وهي مفتاح غالبية انتصاراته، ومتى ما حضر البرازيلي كماتشو كما يجب فنياً وذهنياً ستكون منطقة المناورة شبابية الشكل واللون، خصوصاً وأن إلى جواره الأنيق الكوري سونغ شونغ صاحب التحركات المدروسة والتمريرات القاتلة وكذلك أحمد عطيف بجهوده الكبيرة طوال التسعين دقيقة، فيما يقف عبدالملك الخيبري سداً منيعاً على محور الارتكاز ويجعل مهمة مهاجمي الخصم في غاية الصعوبة للاقتراب من مناطق الخطر، ودائماً وأبداً ما يكون لظهيري الجنب عبدالله الشهيل وحسن معاذ حضوراً بارزاً على الشقين الدفاعي والهجومي، ومتى ما تحررا من القيود الدفاعية ستكون الهجمة الشبابية في غاية الضراوة، وسيجد ثنائي المقدمة ناصر الشمراني والأورغوياني أوليفيرا مساحات كافية في ملعب الخصم، بل وستكون مهمة المدافعين الكوريين صعبة للغاية لفرض الرقابة على المنطقة. المدرب الشبابي لدية العديد من الأوراق الرابحة على دكة الاحتياط تمكنه من تغيير شكل المباراة متى ما دعت الحاجة لذلك، بوجود البديل الناجح دائماً فهد حمد وفيصل السلطان وعبدالله الأسطا وعمر الغامدي وغيرهم من الأسماء الشابة التي يتمناها أي مدرب لترجيح كفة فريقه في أصعب المواجهات. وعلى الضفة الأخرى، يمني الكوريون النفس بالعودة بنتيجة إيجابية تكون لهم خير عون في مباراة الرد، ولا شك أن التعادل سيكون بمثابة الانتصار الكبير وأيضاً الخسارة بفارق هدف تعتبر مناسبة جداً لفريق يلعب خارج قواعده، وسيونغنام من خيرة الأندية الكورية ويكفي أنه الفريق الكوري الوحيد الذي واصل المشوار في هذه النسخة بعد سقوط بطل النسخة السابقة بوهانج وكذلك سامسونغ وشونبوك على التوالي، ومدربه شين تاي أكد أكثر من مرة أنه جاء للفوز ولا شيء غيره، كما شدد على جاهزية فريقه ومعرفته التامة بخطوط الشباب ولدية عناصر جيدة في غالب المراكز يتقدمهم الرباعي الأجنبي البرازيليين المهاجم دايسلفا ومواطناه لاعبا الوسط دودو وفاريس سوزا والمدافع الاسترالي ساسا، ولن يجد المدرب الكوري وسيلة أفضل من إغلاق المناطق الخلفية والاعتماد على الهجمات المرتدة مستفيداً من سرعة لاعبيه وإجادتهم للارتداد السريع. المهمة الشبابية ليست سهلة على الإطلاق والفريق الكوري يملك طموحات وتطلعات للعودة بنتيجة إيجابية ولن يسلم المباراة بسهولة، لذا يجب على المدرب الشبابي ولاعبيه رفع درجة الحيطة والحذر وعدم المبالغة في الاندفاع للخطوط الأمامية.