ربما لا يعرف كثيرون من عشاق الأديب الكولومبي الراحل غابرييل غارسيا ماركيز أنه حلم في طفولته بأن يكون لاعب كرة قدم، لكن القدر غيّر مساره إلى عالم الكتابة ليصبح أحد أهم وأشهر الأدباء في العالم. عشق ماركيز لعب الكرة في شوارع مدينة أراكاتاكا (مسقط رأسه)، وكان يهوى حراسة المرمى، لكن إحدى الكرات العنيفة كانت سبباً في ابتعاده عن هوايته المفضلة. فبينما كان يستعد للتصدي لإحدى الهجمات، سدد الخصم بقوة في بطنه ليسبب له الأذى بمعدته، ويقرر بعدها الاكتفاء بدور المشجع لفريقه المفضل أتلتيكو غونيور في سن ال23. ومن الوقائع التي تدلل على شغفه بكرة القدم حين راهن صديقه دانيلو بارتولين (طبيب الرئيس التشيلي الأسبق سلفادور أليندي) على أن منتخب كولومبيا سيتوج بكأس العالم 1994 بالولاياتالمتحدة، وخسر الرهان الذي كان على «سيارة مرسيدس»، بحسب ما ذكرته صحيفة «سيمانا» الكولومبية. وعقب نفس البطولة أدان ماركيز بشدة مقتل اللاعب أندريس إسكوبار على يد عصابات المافيا بسبب تسجيله هدفاً في مرماه خلال مباراة أمام الولاياتالمتحدة تسببت في خروج بلاده من المونديال. وبالتزامن مع بدء عمله بالصحافة، كان ماركيز يمارس أيضاً رياضة الملاكمة، ووجد بينهما تشابهاً في مسألة تلقي الضربات وردها للمنافس، مع قيمة المثابرة وعدم الاستسلام. كما عرف بولعه برياضة البيسبول، ومن أقواله الشهيرة: «الأفضل من البيسبول هو الكلام عن البيسبول». وتوفي ماركيز الخميس عن عمر 87 عاماً في منزله بالعاصمة المكسيكية، حيث عاش خلال الأعوام الأخيرة. وكان مؤلف رواية «الحب في زمن الكوليرا» يتلقى خلال الأيام الماضية العلاج في منزله بالمكسيك منذ أن غادر أخيراً مستشفى في مكسيكو سيتي، قضى بها ثمانية أيام لإصابته بالتهاب رئوي. وولد ماركيز في السادس من آذار (مارس) من عام 1927، وفاز عام 1982 بجائزة نوبل للآداب، ونشر العديد من الأعمال أبرزها «مائة عام من العزلة» و«خريف البطريرك» و«قصة موت معلن» و«الحب في زمن الكوليرا».