حبس حارس فريق النصر الشاب عبدالله العنزي أنفاسي وأنفاس المتابعين في الملعب والمشاهدين خلف الشاشة كافة، بعد سقوطه متأثراً بإصابة بالغة في رأسه، نتيجة اشتراكه مع أحد لاعبي فريق الرائد في اللقاء الذي جمع الفريقين أول من أمس في القصيم. وزاد الخوف على اللاعب من خلال تلك اللقطات التي كان مخرج المباراة الذي على ما يبدو أن قلبه «من حجر»، ولم يتعامل مع الموقف بإنسانية، فكانت الصورة تعكس حالة من الذعر، بل إن المشهد أنسانا المباراة، ولم يعد يهم أنصار الفريقين تحديداً من سيفوز ومن سيخسر..؟ وبعيداً عن المباراة ونتيجتها التي انتهت إليها، فإن أسوأ ما فيها كان حكم المباراة الذي وضح أنه لم يكن في مستواها، وعجز كثيراً عن إيقاف العديد من التدخلات الخشنة التي كانت تستوجب التعامل معها بحزم، لتفلت المباراة من يده، ولولا لطف الله لتحولت إلى حدث مأساوي..! لكن الأسوأ من ذلك، كان مخرج المباراة في قناة الجزيرة الرياضية، فهو في ما يبدو لديه عقدة من نقل مباريات «زمان» التي كان مخرجو المباريات في ذلك الوقت في حال وقوع تشابك بين اللاعبين من الفريقين، يحولون كاميراتهم إلى المدرجات..! ذلك التصرف القديم من مخرجي مباريات زمان كان له ما يبرره في حينه، حيث تعليمات التلفزيون الحكومي، أما اليوم فإن المشاهدة أصبحت مدفوعة، بمعنى أن المشاهد يملك حصة في القناة الناقلة، ومن حقه أن يشاهد كل ما هو داخل الملعب وخارجه..! ومع ذلك، فإن القناة الناقلة لو افترضنا أنها أجرت استفتاءً حول من «مع» ومن «ضد»، تلك اللقطات المركزة التي تفنن بها مخرج النقل للاعب المصاب عبدالله العنزي قبل نقله إلى المشفى بواسطة سيارة الإسعاف، ومن ثم عودته إلى الملعب، ثم نقله مرة أخرى بعد شعوره ببعض الآلام. لقد اعتقد المخرج «الجهبذ» أنه بهذا العمل قد كسب رضا المشاهد، غير أن ما حدث هو العكس تماماً، فقد سخط عليه المشاهدون وتمنى كل منهم لو أنه قريب من كاميرات النقل، لحولها إلى المدرجات، أو إلى سوق الخضار، بدلاً من هذا الإصرار الغريب الذي لم يراع مشاعر عائلة اللاعب وأقاربه، وهول الموقف عليهم..! تلك للأسف صور من مباراة واحدة، تسبب في أحداثها، وتطور الأحداث بها حكم مستجد دفعت به لجنة الحكام مع من دفعت بهم في هذا الموسم، وكادت أن تدفع الثمن، وعليها الآن أن تعيد النظر في هؤلاء أمثال «النمري والعريني»، فلا يمكن أن تبنى الثقة في اللجنة وحكامها بنحو ما رأيناه في مباراتي الرائد والنصر، والأهلي والتعاون..! الحمد لله الذي قدر ولطف، وأقول للحارس الشاب عبدالله العنزي حمداً لله على سلامتك، ورحم الله زميلنا العزيز محمد السقا، فقد كان أحد أبرز من أنجبهم الإعلام الرياضي، ثقافة وحضوراً وخلقاً وتعاملاً راقياً، وأحد أكبر من سيفقدهم، وسيبقى مكانه شاغراً، «إنا لله وإنا إليه راجعون». [email protected]